ذكرى وفاة أم كلثوم.. سر ارتدائها النظارة السوداء وعلاقتها بالسلطة.. وسبب تدهور علاقتها بالسادات
تحل، اليوم الخميس، الذكرى الـ"47" لرحيل كوكب الشرق الفنانة المصرية أم كلثوم، فكانت بداية نهاية حياة الست مع حلول فجر الخميس 27 يناير 1975، حيث تدهورت حالة أم كلثوم وتم نقلها إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادي ودخلت في غيبوبة، وعقبها بيومين، وتحديدا في العاشرة من مساء السبت الموافق 1 فبراير 1975، أُذيع خبر وفاة كوكب الشرق، ومع انتشار النبأ كالنار في الهشيم بشتى أنحاء الوطن العربي؛ أصدرت مستشفى المعادي بيانا ذكرت فيه أن سيدة الغناء العربي مازالت على قيد الحياة وحالتها كما هي.
ومع حلول عصر يوم الاثنين الموافق 3 فبراير 1975، وتحديدا في الرابعة مساءً، انقطع إرسال الإذاعة المصرية، ثم أصدر مجلس الوزراء بيانا أعلن فيه وفاة السيدة أم كلثوم.
نشأتها
نشأت أم كلثوم وترعرعت في أوساط أحياء نائية، والدها كان يعمل مؤذن في قرية طماي الزهارية، ويسمى إبراهيم البلتاجي، وقد كانت أم كلثوم في صغرها تهتم بحفظ القصائد، والموشحات، هي وأخيها خالد، وبعد أن وصلت أم كلثوم إلى سن العاشرة بدأت بالغناء أمام عامة الناس في الاحتفالات والمهرجانات في بيت شيخ البلد.
سر ارتدائها النظارة السوداء
كانت أم كلثوم مصابة بمرض فرط نشاط الغدة الدرقية، وهو مرض جريفز وهذا كان السبب وراء ارتدائها النظارة السوداء، لأن من أعراض هذا المرض "جحوظ العينين" وتهدل الجفون والانزعاج من الأضواء، وهذا المرض هو مرض مناعي، ووقتها لم يكن هناك علاج إلا من خلال الجراحة، لكن رفضت أم كلثوم العلاج بالجراحة خوفا من تأثيره على الأحبال الصوتية.
وهذه حقيقة لأنه من ضمن المضاعفات الخاصة بالجراحة أنها قد تؤدى إلى إصابة العصب المغذى للأحبال الصوتية فتفقد صوتها، أو يتغير، وبالتالي فضلت أم كلثوم جمهورها على صحتها، وفضلت أن تظل مريضة وتستخدم بعض العلاجات البسيطة للحفاظ على صوتها وحنجرتها.
علاقتها بالسلطة
بعد رحيل الملك فؤاد، ومن خلال الصحفي محمد التابعي نشأت علاقة صداقة قوية بين أم كلثوم وأحمد حسنين باشا، رئيس الديوان الملكي حينها، وفي إحدى حفلات ذكرى تتويج الملك فاروق، المقامة في النادي الأهلي وقتها، غنت ام كلثوم "الليلة عيد" والتي كتبها الشاعر بيرم التونسى، احتفاءً بالملك آنذاك.
وكانت أم كلثوم وقتها تحاول أن تنشئ علاقة طيبة بفاروق بعيدًا عن والدته الملكة نازلي، وخلال الحفلة رد عليها الملك الهدية، بمنحها وسام الكمال الذي لا يمنح سوى لعضوات الأسرة المالكة، واعترضت نازلي حينها على الأمر، لكن أحمد حسنين باشا كان له تأثير على الملك وجرت الأمور دون أي مشكلات.
تصالح أم كلثوم مع السلطة الجديدة
أثناء اندلاع ثورة يوليو عام 1952، حدثت عملية تطهير لكل من كانت له علاقة بالملك، وهو ما دفع أحد الألوية إلى تنحية أم كلثوم من منصبها كنقيب للموسيقيين، لكن عبد الناصر أوقف القرار فورا.
وبدأت الصداقة الحقيقيّة بين أم كلثوم وعبد الناصر، بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي أطلق عليها «حادث المنشية» في 26 أكتوبر 1954، حينذاك غنت أم كلثوم «يا جمال يا مثال الوطنية»، كتبها بيرم التونسي ولحنها رياض السنباطي، لتكون مدخلًا لتصالح أم كلثوم مع السلطة الجديدة.
دورها الوطني
كان للفنانة دور وطني كبير إذ أنها كانت تخصص العوائد المادية لحفلاتها لصالح الوطن، فيحكى عن مرافقتها للجيش المصري على الجبهات، وتوكيلها بمهمات استخبارية علت من شأنها أمام السلطة العسكرية والاستخبارية التي حكمت مصر.
ويقول خالد عبد الناصر نجل الرئيس الراحل عن علاقة أم كلثوم بأسرته: "كنت أرى أم كلثوم في بيتنا منذ أن كنت في الخامسة من عمري، وكانت تحرص على حضور عيد ميلادي، وأعياد ميلاد أبناء جمال عبد الناصر. وكانت صداقتها قوية بوالدتي". كانت تلك الصداقة حصنًا لها، فبفضلها استطاعت أن تكون سيدة مصر الأولى، وكان على سيدة مصر الأولى أن ترد الجميل وقت التنحي، وهو القرار الذي اتخذه عبد الناصر بعد نكسة 1967، فكانت أول من غنى له أغنية "حبيب الشعب"، من كلمات صالح جودت وتلحين رياض السنباطي.
وحرص عبدالناصر على حضور حفلاتٍ لها باستمرار واصطحبها معه في رحلات خارجية. وفي حفلة "إنت عمري" افتتحتها بحديث معه قائلة:" سيدي الرئيس إنني كمواطنة مصرية، أحس بالفرحة العارمة بزيارتك، كما أشعر بالفخر لكل وطن تشرفه وليس هذا مقصورًا على وطننا العربي، وأقدم لك كتاب الله الكريم ضارعة إلى الله أن يحرسك ويرعاك ويسدد خطاك ويبقيك حصنا للعروبة ورمزا لنصرها".
علاقتها بالسادات
بعد رحيل عبد الناصر ومجيء الرئيس المصري أنور السادات لم تفقد أم كلثوم بريقها في العالم العربي لكنها بدأت في الانحسار مصريًا، خمس سنوات كانت سببًا في رحيلها عن الدنيا.
تعرضت ام كلثوم في عهد السادات لمضايقات من زوجته جيهان، ويقال أن سبب الخلاف عبارة تلفظت بها سيدة الطرب العربي عندما توجهت إلى منزل "صديقها" أنور لتهنئته بمنصب الرئاسة وقالت له" مبروك الرئاسة يا أبو الأناور".
وفي عهد السادات منعت أم كلثوم من الحفلات الرسمية للدولة التي كانت لا تتخلف عن إحياء أي منها في عهد عبدالناصر، ولم تقدم أي حفلات خارجية إلا حفل أبوظبي عام 1971 بدعوة شخصية من الشيخ زايد حاكم الإمارات العربية المتحدة.