بعد 47 عاما على الرحيل.. هذا سر خلود كوكب الشرق أم كلثوم
أسطورة من أساطير الغناء العربى لم تتزحزح من مكانها رغم مرور 47 عاما على رحيلها، فما زالت سيدة الغناء العربى ملء الأذن والوجدان تشدو بأجمل الكلمات والألحان، ففى مثل هذا اليوم 3 فبراير 1975 رحلت سيدة الغناء العربي وكوكب الشرق ام كلثوم .
غنت أم كلثوم بالقاهرة لأول مرة عام 1920 فى بيت عز الدين يكن بك بحلوان وبدأت إقامتها بفندق جولدن هاوس بشارع فؤاد الأول، حيث سمعها الشيخ على محمود والشيخ على القصبجى والد الملحن محمد القصبجى ليبدأ نجمها فى السطوع فأحيت حفلات لحساب الشيخ ابو زيد واحمد صديق بحى السيدة زينب وعابدين لتنافس مطربات عصرها منيرة المهدية وفتحية أحمد ونعيمة المصرية.
ظهر فى حياتها أحمد صبرى فكان أول ملحن لها وكانت أولى أغنياتها "مالى فتنت بلحظك الفتان والفل والورد والياسمين"، ليتوالى التعامل مع الشيخ أبو العلا، محمد القصبجى، أحمد صدقى، زكريا أحمد، محمد عبد الوهاب، محمد الموجى، حلمى بكر، وغيرهم.
مرحلة العقال والكوفية
فى كتاباتها تدين أم كلثوم بالفضل لوالدها وتقول عنه: عاش فقير الثقافة معدوم الثروة اعطانى حنانه واهتمامه تحمسلى وشجعنى، وبدأت اغنى بالعقال والكوفية والزى البدوى محافظة على حتى خلعتهم عام 1926حين غنيت لأول مرة بمصاحبة أوركسترا لأول مرة ضم الأساتذة سامى الشوا على الكمان ومحمد العقاد على القانون ومحمد القصبجى على العود ومحمود رحمى على الإيقاع.
طوال أكثر من 50 عاما تألقت “ثومة“ أول لقب فى حياة أم كلثوم فى سماء النغم بدأت مشوارها مع ملحنين أحبوا الشعر العربى فبدأت بشعر أبى فراس الحمدانى حين غنت له ”أراك عصى الدمع”، كما غنت رباعيات الخيام وغنت أشعار نزار قبانى وأحمد شوقى وجورج جرداق وعلى الجارم وإبراهيم ناجى وعزيز اباظة.
قال عنها عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين: "أم كلثوم بصوتها النادر فى امتيازه سواء فى الجمال أو فى سلامة نطق اللغة العربية ساهمت عندما غنت القصيدة فى إثبات جمال اللغة وطواعية موسيقاها حتى فى أصعب الكلمات لموسيقى الغناء وكان لصوتها فضل فى انتشار الشعر العربى على ألسنة العامة والخاصة.
شعراء العامية
كما غنت أم كلثوم لشعراء العامية منهم كامل الخلعى وبديع خيرى وأحمد شفيق كامل وأحمد رامى وبيرم التونسى وصلاح جاهين وعبد الفتاح مصطفى وعبد الوهاب محمد ومرسى جميل عزيز وغيرهم.
حب الملايين
تقول الدكتورة نعمات أحمد فؤاد: ذكاء فطري نادر لم أوجهه فى حياتى، فعندما ظهرت أم كلثوم حدث تحول في الغناء ومن خلالها وبالتفاتها إلى دور الكلمة الجيدة واختيارها ثم الأداء الموهوب، حاولت التجديد فى شخصها وشخصيتها بالصقل والتعامل، اجتمع لها رواد الفكر والشعر العقاد وطه حسين والمازني وشوقى وحافظ والبشرى وعلموها القراءة والمجلس وأعطاها الله مع هؤلاء الذكاء والطموح وخفة الروح، استطاعت أن تسيطر بالحب على الملايين، رحلت أم كلثوم وما زال يتجدد السؤال عاما بعد عام عن سر خلودها.
