اقرأ.. في معرض الكتاب!
كتب جيدة وقيمة للغاية بمعرض الكتاب هذا العام.. يستحق المعرض ككل عام جولاتك وبحثك بنفسك لكن هذا لا يمنع أن نقدم لك اقتراحاتنا بما يمكن أن تبحث عنه..
كتاب "نساء في مخدع داعش" للزميلة العزيزة الكاتبة الصحفية عبير عبد الستار والصادر عن دار تويا للنشر يستحق التوقف عنده لحل الغاز تجنيد النساء داخل هذا التنظيم الدموي الإرهابي وكيف يقوم رجال ونساء التنظيم بذلك وصولا إلى هروب فتيات من أسرهن بل وإلى حد ترك حياتهن الناجحة في بلدان أوروبية والذهاب ليتحولن إلى إماء لا يعرفن إلا الطاعة العمياء!
معلومات مهمة
عبير عبدالستار لم تعتمد على تجميع معلومات من هنا وهناك لتقدم كتابا من "القص واللزق" إنما تقدم في جهد كبير معلومات حقيقية ونماذج حية وتجارب حدثت بالفعل وتقدم لكل سؤال في أذهان الناس تفسيرا وتجعل من أحداث تابعناها دليلا حتى لا تمر صفحة من صفحات الكتاب دون معلومات بما ينقل القارئ إلى أجواء داعش وكتيبة الخنساء أحد أجنحة العمل النسائي في التنظيم الرهيب !
الزميل العزيز الكاتب الصحفي السيد الحراني يبتعد عن تسجيل سيرة أهم نجوم الفن في مصر وعدد من الشخصيات العامة ليقدم للمكتبة العربية كتابه “الناجون من الإخوان” عمن وصفهم بـ "الذين قفزوا من المركب" في إشارة إلى سعيهم للنجاة من سفينة الجماعة الإرهابية التي جنحت بعيدا وانحرفت عن مسارها في نظر أعضاءها القدامى طبعا إذ هي منحرفة منذ انطلاقها !
السيد الحراني يقدم معلوماته لأسباب هروب أسماء كبيرة ومهمة كانت بالتنظيم وحيثيات الفرار ثم يضيف قراءته الخاصة كباحث يستطيع أن يربط بذكاء بين المعلومات وبين الواقع ليستخلص النتائج والأسباب الحقيقية كما يراها! السيد الحراني كعادته في أسلوبه يأخذك من يديك ليطوف بك من حدوتة إلي أخري حتي لا تشعر إلا وقد إنتهيت من الكتاب.. الذي أصدرته دار أخبار اليوم وهي شهادة أولية لجودة محتوياته !
الصديق العزيز المهندس مصطفي سامي يقدم للمعرض تجربته الشخصية من خلال معايشته لأحداث حقيقية مرت بها مصر.. ورغم إنه كيميائيا لكنه قدم كتابه بمنهجية علمية قدمت المعلومة والرقم عن الإنشاء.. حتى أن كتابه من إصدارات مؤسسة عريقة كدار الهلال، حتى يقول في مقدمة الكتاب "إلى الأجيال التى لم تعش هذه اللحظات الخالدة في تاريخ الوطن ويجرى التدليس عليها وخداعها بشكل ممنهج.. بانوراما تسجل أحداث الوطن فى فترة من أدق فترات تاريخه 1952– 1970 "! وقدم لها المؤرخ الكبير الدكتور عاصم الدسوقى..
والكتاب يرد على الكلام المرسل بالمعلومات المسندة إلي مصادر بما يجبرك على احترام رؤية المؤلف ومجهوده حتى تنفجر قبل نهاية الكتاب قضايا أخرى في ذهنك للتمني لو يقدم لكتابه جزءا آخر ليجيب عليها !
كثيرة هي الكتب هذا العام.. قصيرة هي مساحات المقالات.. الحل في حديث آخر وجولة أخرى..