حيثيات تأديب مدير عام الاتفاقيات بالثروة المعدنية بتهمة سب رئيس شركة
أصدرت المحكمة التأديبية بمجلس الدولة حكمها في القضية رقم 43 لسنة 62 قضائية عليا بمجازاة مدير عام الاتفاقيات الدولية بالهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية بعد ثبوت خروجه على مقتضى الواجب الوظيفي وقيامه بمخالفة القوانين والتعليمات وعدم حفاظه على كرامة الوظيفة، بأن تعدى على القائم بعمل رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للثروات التعدينية بالألفاظ غير اللائقة، وقدم ضده شكوى بدون دليل.
قالت المحكمة عبر أسباب حكمها إن وقائع الدعوى يخلص موضوعها فيما أبلغت به الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية بشأن قيام الجيولوجي عصام حامد أحمد، مدير عام الإدارة العامة للاتفاقيات والتعاون الدولي بالتعدي بالسب على، محمد عبد العاطي السيد، بعمل رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للثروات التعدينية في حضور بعض موظفي الهيئة، وباشرت النيابة الإدارية التحقيق في الموضوع وانتهت بعد سماع الشهود ومواجهة المحال بما هو منسوب إليه إلى قيد الواقعة مخالفة إدارية في حقه، وطالبت بمحاكمته تأديبيًا عما نُسب إليه.
وبشأن المخالفة الأولى المنسوبة إلى المحال، والتي تتمثل في قيامه بالتعدي بالسب على.. محمد عبد العاطي السيد، والمكلف بالقيام بعمل رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للثروات التعدينية بالألفاظ غير اللائقة، فقد طالعت المحكمة التحقيقات التي أجريت مع المحال في هذا الشأن، وتبين لها إنكار المحال لهذه المخالفة وأفاد بأن ما حدث بينه وبين المدعو محمد عبد العاطي السيد، لا يعدو أن يكون عتاب شديد لقيامه بمجاملة رئيس مجلس إدارة الهيئة على حسابه وذلك بأن شهاد ضدي زورًا في قضية النيابة الإدارية رقم (286) لسنة 2019.
شهود الواقعة
كما طالعت المحكمة أقوال شهود الواقعة، وهم علاء الدين محمد شتلة، مدير عام الإدارة العامة للمشروعات بالهيئة، والذي أفاد بأن المحال قام بالصراخ وبسب محمد عبد العاطي السيد بألفاظ لا يتذكرها وهو كان يحاول منعه بالتحجيز بين الطرفين، وبسؤال عبد الله فتحي حامد، ويعمل حرفي ممتاز بالهيئة، أفاد بأنه شاهد المحال في حالة عصبية شديدة ويقوم بسب المحمد عبد العاطي السيد قائلًا "هاربيك يابن الكلب" وألفاظ أخرى لا يستطيع ذكرها في التحقيق، وأن الأخير كان لا يرد عليه السباب.
وبسؤال محمد محمود عبد العزيز، مدير إدارة الشئون الإدارية بالهيئة، أكد قيام المحال بسب محمد عبد العاطي السيد قائلًا " أنت إبن الكلب وانا هاطلع ميتين أهلك"، ومن ثم تكون هذه المخالفة ثابتة في حق المحال ثبوتًا كافيًا، بما يعد خروجًا منه على مقتضى الواجب الوظيفي وإخلالًا بكرامة الوظيفة والاحترام الواجب لزملائه في العمل، ويشكل ذنبا إداريًا.
وبشأن المخالفة الثانية المنسوبة إلى المحال والتي تتمثل في تجاوزه حدود الشكوى، بتضمين شكواه الواردة للنيابة عبارات غير لائقة في حق محمد عبد العاطي السيد، وإسناد وقائع قبله لم يقدم دليل على صحتها، فقد طالعت المحكمة التحقيقات التي أُجريت مع المحال في هذا الشأن، وتبين لها إنكار المحال لهذه المخالفة وتبرير العبارات التي قام بتدوينها في شكواه بأنها لا تعدو أن تكون وصفًا لما قام به محمد عبد العاطي السيد، من سب وقذف له، وأنه دون في شكواه عبارة "سفالة وسلاطة لسان" على أساس أن ذلك لايعدو أن يكون وصفًا للعبارات التي وجهها له المذكور، وأنه لم يقصد الإساءة إلى شخصه.
نيابة الصناعة
والثابت من مطالعة الشكوى محل التحقيق الماثل، التي قدمها المحال إلى رئيس نيابة الصناعة والبترول الإدارية ضد محمد عبد العاطي السيد بتاريخ 19/12/2019، أنها تضمنت نعت المحال للمدعو محمد عبد العاطي بالصفات التالية: "شاهد زور ـ متواطئ ـ منبطح لرؤساء الهيئة ـ مستعد لعمل أي مخالفة مالية أو إدارية ليُرضي رئيس الهيئة ـ غير مؤهل للوظائف التي يشغلها ـ يسعى لتحقيق مصالحه على حساب مصلحة الهيئة والصالح العام
وكانت العبارات المذكورة تمثل خروجًا صارخًا من المحال على مقتضيات وواجبات الوظيفة العامة من توقير للرؤساء والزملاء واحترامهم، وتجاوزًا لحق الشكوى بالتطاول على زملائه ورؤسائه بما لا يليق والتشهير بهم، لا سيما في ضوء خلو أوراق التحقيق من ثمة دليل على صحة ما تضمنته شكواه من عبارات لو صحت في حق من نسبت إليه لاستوجبت معاقبته جنائيًا، بما يعد خروجًا من المحال على مقتضى الواجب الوظيفي وإخلالًا بكرامة الوظيفة والاحترام الواجب لزملائه في العمل.
ولهذه الأسباب قضت المحكمة بمجازاة المحال عصام حامد أحمد، بغرامة توازي خمسة عشر يوما من الأجر الوظيفي الذي كان يتقاضاه في الشهر عند انتهاء خدمته.