ذكريات "يحيا الحب".. الاحتلال الفرنسي يحذف أغنية من الفيلم.. وتكليف كومبارس بـ "الضحك" بدلًا من البطلة
فيلم موسيقى رومانسي، ثالث أفلام محمد عبد الوهاب بعد “الوردة البيضا” و"دموع الحب"، وأول فيلم تظهر فيه ليلى مراد أمام الكاميرا، وهو فيلم “يحيا الحب” الذى يسجل رقم 82 في تاريخ السينما المصرية، ومن إخراج رائد السينما محمد كريم وعُرِض في مثل هذا اليوم 24 يناير 1938.
يحكى فيلم “يحيا الحب” قصة محمد فتحي الذى يستأجر شقة جديدة تواجه قصر طاهر باشا والد نادية، ويحدث سوء فهم بين فتحي ونادية، ثم يكتشف أنها ابنة أخت رئيسه في العمل في بنك مصر، وما أن تشكو له نادية حتى يقرر نقله إلى بنى سويف، ويكتشف فتحي حقيقة سوء الفهم، ويقعان في الحب، وتحاول نادية أن تطلب إلغاء أمر النقل.
يادنيا ياغرامي
غنى عبد الوهاب في فيلم "يحيا الحب" قصيدة واحدة من تأليف محمود أبو الوفا، وهي “عندما يأتي المساء”، أما باقي أغاني الفيلم فهي من تأليف الشاعر أحمد رامي، وهي: أحب عيشة الفلاح، يادنيا ياغرامي، ياوابور قوللى، الظلم ده كان ليه، يادى النعيم اللى انت فيه، وغناها عبد الوهاب وليلى مراد، وكذلك اغنية طال انتظارى لوحدي، ياما أرق النسيم، وغنتها ليلى مراد وحدها.
ويحكى المخرج محمد كريم عن ذكرياته مع ليلى مراد في هذا الفيلم، فيقول: كانت خجولة إلى أبعد حد، خاصة حين تضحك أو تتكلم لدرجة أننى استعنت بفتاة من الكومبارس، وأسجل صوت ضحكتها وأضعها على صورة الضحكة الصامتة.
في فيلم "يحيا الحب" تمكن المخرج محمد كريم من تقديم فيلم كوميدي.. خفيف الطلة.. يظهر فيه عبدالوهاب شابًّا عاشقًا متهورًا.
أسرة فيلم "يحيا الحب"
قصة فيلم "يحيا الحب" تأليف عباس علام، وهو كاتب مسرحى صديق للمخرج، ومن إنتاج شركة أفلام عبدالوهاب، أما الممثلون الآخرون فهم محمد عبدالقدوس والد الروائى الشهير إحسان عبد القدوس، ولعب دور خال ليلى مراد، ومحمد فاضل والدها، وعبدالوارث عسر والد عبدالوهاب، رغم أنه يكبره فى الحقيقة بعامين فقط، وأمين وهبة خطيبها مدرس الحشرات، وزوزو ماضى فى أول أدوارها فى السينما، ولعبت دور شقيقة عبدالوهاب.
“أحب عيشة الحرية”
كتب الناقد كمال رمزى أن إيقاع الفيلم كان بطيئًا وأداء الممثلين لا يخلو من افتعال.. نظرًا لأن السينما كانت فنًّا وليدًا لم ينضج بعد، رغم أن المخرج استعان بمدير تصوير فرنسى اسمه جورج بنوا، ورغم أنه رفض أن يتم التحميض والطبع فى معامل ستوديو مصر لأنها رديئة، وسافر إلى باريس لعمل الطبع، ورغم كل هذا، فإن «يحيا الحب» يظل من العلامات المهمة فى تاريخنا السينمائي.
ومن المفارقات أن سلطات الاحتلال الفرنسى فى لبنان قامت بحذف اغنية “أحب عيشة الحرية” من الفيلم حين عرض فى بيروت، كما يقول المخرج محمد كريم حتى لا ينتبه الشعب الى قيمة الحرية.
عرض الفيلم بسينما كوزموس ورويال، وفى أحد أيام العرض.. تم عرض الفيلم بمصاحبة عبدالوهاب لأول مرة فى العالم كله، كان يضاف إلى ثمن التذكرة خمسة قروش فى اليوم الذى يغنى فيه عبدالوهاب كان يفاجئ الجمهور بأغنية من أغانى الفيلم. فكانت توقف آلة العرض وتضاء أنوار الصالة وتفتح الستار عليه وسط فرقته الموسيقية كاملة ليغنى الاغنية التي تحتل في الفيلم دقائق معدودة يغنيها على المسرح في الساعة أحيانا، ولم يكرر عبد الوهاب هذا في أى فيلم آخر.
كما لجأ المخرج أيضا الى حيلة اخرى لزيادة مشاهدى الفيلم، وهي تخصيص كارت على كل تذكرة مشبع ورقه برائحة جميلة، ما ان يفتحه المشاهد حتى تغمره وتنتشر فى الأجواء رائحة عطر جميلة.