26 عاما على رحيل فاطمة رشدي.. عزيز عيد تزوجها ودخل السجن بسببها.. وحرقت أحد أفلامها لهذا السبب
نجمة وممثلة ومنتجة مسرحية وسينمائية رائدة ظهرت في عشرينيات القرن الماضي، واعتبرت أحد أهرامات الفن ومؤسسيه.
وُلدت عام 1908، وبدأت فاطمة رشدى فى الثانية عشرة من عمرها مغنية كورس فى فرقة أمين عطا الله، حتى أصبحت رائدة فى المسرح والسينما، ورحلت فى مثل هذا اليوم 23 يناير 1996.
خناقة مطربة الفرقة
تقول فاطمة رشدى عن نفسها: أنا فاطمة رشدى خليل أغا قدرى من مواليد الإسكندرية، توفي أبي وأنا صغيرة، دون دخل ثابت، فعملت أمى وشقيقتاى بفرقة أمين عطا الله المسرحية، وذات ليلة تشاجرت مطربة الفرقة مع صاحبها، وتركت له المسرح، وكان نصيبى أن أحل محلها، وغنيت أغنية سيد درويش "طلعت يا محلا نورها"، ولحظتها كتبت ساعة ميلاد فاطمة رشدي.
سارة برنار الشرق
لقبت بسارة برنار الشرق، أطلقته عليها الصحف، وتناقلته الناس لأن سارة برنار كانت أشهر ممثلة في فرنسا وقتذاك، وقد لعبت معظم أدوارها على المسرح في مصر، ولقبت أيضا بـ “صديقة الطلبة”، وقد أطلقه الطلبة أنفسهم، على حين عمل عزيز لكي تقوم فاطمة رشدى بتمثيل الروايات المقررة على الطلبة لخلق الوعى الفني عند الشباب بتقديم حفلات مجانية للطلبة فقط، بلغت 12 رواية قدمت في المدارس الثانوية مجانا فسميت صديقة الطلبة.
بدأت فاطمة رشدى أولى خطواتها الفنية، وهى في الخامسة عشرة ضمن كورس فرقة الموسيقار سيد درويش عام 1921، ثم كان اللقاء بالمؤلف المسرحى عزيز عيد فى أحد ملاهى روض الفرج حيث أعلن تبنيه لها فنيًّا.
سيد درويش ونجيب الريحاني
وقدم سيد درويش فاطمة رشدى إلى الفنان نجيب الريحاني ليسند لها دورًا ثانويًّا فى مسرحيته "كشكش بيه عمدة كفر البلاص"، بدأ عزيز عيد تعليمها القراءة والكتابة وفن الأداء والتمثيل، وبدأ تقديمها كنجمة مسرحية، حتى أن الكاتب محمد التابعى أطلق عليها اسم "سارة برنار الشرق"، وتزوجها عزيز عيد، وكان يسميها "بطاطا زي الزبدة"، وقبض على عزيز عيد بتهمة الزواج من قاصر، وتدخل محمد التابعى بعض لإنهاء الامر والإفراج عنه، وبسبب الغيرة تم الطلاق بينهما وقال مصطفى أمين: "إن فاطمة رشدى أحبت في عزيز عيد الأب، وليس العاشق”.
قامت فاطمة رشدى بتكوين فرقة مسرحية باسمها، وقدمت أكثر من 200 مسرحية من الأدب العالمى، وبعض الروايات العربية منها: غادة الكاميليا، النسر الصغير، القناع الأزرق، الذباب، العواصف، قصر الشوق، زقاق المدق، وفى الستينات اعتزلت فاطمة رشدى الأضواء.
فاجعة فوق الهرم
وقدمت أولى تجاربها السينمائية مع بدر لاما عام 1928 فى فيلم "فاجعة فوق الهرم"، وهو الفيلم رقم 6 في تاريخ السينما الروائية، وفشل فشلا ذريعا وهاجمتها الصحافة.. قامت بتأليف وإنتاج واخراج وتمثيل فيلم "الزواج" مع محمود المليجى فى أول دور له فى السينما من إخراجها وتمثيلها وإنتاجها، وقامت بتصويره في باريس وإسبانيا من خلال كبرى شركات التصوير السينمائى العالمية، ونجح نجاحا كبيرا، وعرض بسينما الكوزموجراف في يناير1933 كثاني عمل سينمائى لها، كما أصدرت جريدة سينمائية لنشر أخبار الفن والفنانين.
اكتشفها المخرج الإيطالى الفيزى نورفانيللى، فقدم لها فيلمين؛ الهارب وثمن السعادة.. ثم تعرفت على المخرج كمال سليم فقدم لها فيلم "العزيمة"، من إنتاج شركة مصر للتمثيل والسينما التى يمتلكها طلعت حرب بسبب تحمسه لها وتقاضت عنه 160 جنيهًا، ثم تزوجت من كمال سليم.
تحت سماء مصر
شاركت فاطمة رشدى بطولة وإنتاج فيلم روائى بعنوان “تحت سماء مصر”، ثم قامت بحرقه بالكامل لأنه لم يعجبها حين شاهدته في عرض خاص، تعلق على ذلك في مذكراتها، وتقول: لم أعبأ بالمئات التي أنفقتها في فيلم "تحت سماء مصر"، إخراج وداد عرفى، ذلك أننى أنشد الإجادة، ولا يهمنى المال وهو خامس فيلم في تاريخنا السينمائى، وكان من الطبيعى أن تخرج أفلام البدايات على مستوى فنى متواضع، لكنى رفضت عرضه، وتحملت الخسائر، وذهبت بنفسى إلى صحراء مصر الجديدة لأحرقه راضية عام 1928.
وعلى مدى 20 عاما، قدمت فاطمة رشدى 14 فيلما، شاركت في إنتاج بعضها، وهي: الهارب من ثمن السعادة، العزيمة، إلى الأبد، العامل، الطريق المستقيم، مدينة الغجر، بنات الريف، عواطف، الريف الحزين، الطائشة، الجسد، دعونى أعيش، غرام الشيوخ.
نهاية المشوار
عاشت فاطمة رشدى سنواتها الأخيرة فقيرة لا تجد مصاريف علاجها في شقة صغيرة بالسويس، وبسبب ضرورات العلاج حضرت إلى القاهرة، وتنقلت بين فنادق فقيرة، وتمنت في البرامج امتلاك شقة في القاهرة، وساعدتها هند رستم ومجموعة من الفنانين بتخصيص شقة لها بعمارات شارع رمسيس، إلا أنها رحلت بعد العيش فيها بأيام في مثل هذا اليوم، كما خصص لها السادات معاشًا استثنائيًّا.