عالم أفضل للبشرية.. كيف؟!
انعقاد منتدى الشباب العالمي في مصر بانتظام وما يلقاه من حفاوة واهتمام من الإعلام الدولي ومن كبار الساسة يجعله من أقوى المنتديات الجامعة لأطياف شبابية متنوعة اجتمعت وتحاورت وخرجت بنتائج وتوصيات يأخذ بعضها طريقه للتنفيذ، ويظل البعض الآخر بمثابة نداء إنساني لقادة العالم وصانعي القرار هنا وهناك.. وهي توصيات تدعو لعالم أفضل للإنسانية؛ عالم خالٍ من الفتن والكراهية والتمييز والفقر والتخلف والاستغلال والنزاعات والحروب؛ عالم لا تحكمه شريعة غاب يتغول فيه الأقوياء على حقوق الضعفاء ويدهس القوي الضعيف ويسلبه حقه في الحياة الآدمية.
فماذا لو توقف هذا العالم عن سباق التسلح الذي يلتهم سنويًا مليارات الدولارات.. ماذا لو ذهبت تلك المليارات لتنمية الإنسان وإطعام الفقراء في كل مكان.. هل كانت البشرية تعاني ما تلقاه اليوم من تعاسة وتشرد وجوع وآلام وتخلف؟!
أرقام المؤسسات الدولية، وفي القلب منها الأمم المتحدة تقول إن أرقام التعساء والفقراء حول العالم في ازدياد، وأن معدلات الجوع في تزايد مستمر بسبب سوء التغذية خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا التي هي الأوفر حظًا من الشباب الذين يمثلون نحو 60% من سكانها.. وهو ما يعني أنها قارة شابة بامتياز ولا يليق أن تمد يدها للخارج بينما شبابها لا يجدون فرصهم في العمل والإنتاج.
أما ارتفاع معدلات الجوع حول العالم فمرجعه الصراعات والإرهاب والتغيرات المناخية.. وهو ما يفضي بنا إلى نتيجة حتمية مفادها أنه ما لم يكن هناك أمن غذائي فلا سبيل لتحقيق الأمان والاستقرار للشعوب.. فكيف يرتاح ضمير العالم بينما يعاني ملايين البشر من الجوع.. ويقف 250 مليونا آخرين، وربما أكثر، على عتبة الجوع ولا يعلمون إن كانوا سيجدون ما يسد رمقهم في الساعة المقبلة وهو ما يعني افتقارهم لأهم حقوق الإنسان لقول الله تعالى "الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ" فإطعام الجياع مقدم على الأمن بل لعله شرط أساسي لوجود الشعور بالأمن.