مستشهدا بالبحيرة والممر الأوسط.. خبير مائي يفند مزاعم وجود نهر تحت سد النهضة
كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، جيولوجية منطقة سد النهضة وعلاقتها بتسرب المياه.
وقال الدكتور عباس شراقي على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك": "تناولت بإحدى كتاباتى عام 2014 فى كتاب "قضية مياه النيل" قسم الجغرافيا- كلية الآداب - جامعة القاهرة يوضِّح بعضًا من جيولوجية منطقة سد النهضة؛ حيث الصخور المتحولة الصلبة (ليس معنى ذلك أنها قوية) التي تحلَّلت بسبب المياه الساخنة من باطن الأرض فى وجود التشققات مما أدى إلى تكوين تركيزات معدنية أهمها البلاتين والحديد والنحاس".
وأضاف أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة: "صخور المنطقة كثيرة التشقق بسبب الأخدود الأفريقى ومتوقع أن يكون تسرب المياه منها كبيرًا عند زيادة التخزين من خلال جوانب وقاع البحيرة التى سوف تصل مساحتها عند اكتمالها إلى حوالى 2000 كم2، وكان يجب عمل دراسات التسرب قبل البدء فى بناء سد النهضة، إلا أن إثيوبيا لا تهتم كثيرًا بكمية المياه التى تفقد لأن المياه فى جميع الأحوال تذهب إلى السودان ومصر، وسوف يقل التسرب تدريجيًّا نتيجة ترسيب الطمى فى التشققات".
وتابع: "من أهم الدراسات الجيولوجية التى يجب أن تتم لاختيار موقع أى سد بجانب نوعية الصخور والتراكيب الجيولوجية من تشققات وفوالق، وزلازل وبراكين هى كمية المياه التى يمكن أن تتسرب من الخزان".
وأكمل: "دراسة التسرب مع دراسات أخرى كان المكتب الفرنسى سوف يقوم بها إلا أن التعنت الإثيوبى حال دون عمل أى منها".
واستطرد: "لا أتفق فى أن التسرب الحالى كوَّن نهرًا تحت سد النهضة متجهًا إلى السودان؛ لأن المنطقة ليست صخورًا رسوبية، وهندسيًّا يتم عمل ستارة تقلِّل من التسرب كما تم فى السد العالى، ولو كان هذا صحيحًا لوجدنا انخفاضًا فى منسوب البحيرة وتوقف عبور المياه من أعلى الممر الأوسط، خاصة وأنها قليلة فى فترة الجفاف منذ نوفمبر الماضى (10 -15 مليون م3 يوميا)".
واختتم عباس شراقي: "لم أغيِّر رأيي فى أي كلمة كتبتها عن جيولوجية سد النهضة منذ 2011 حتى الآن؛ حيث إنها حقائق علمية، ولكن قد يفهمها البعض بطريقة غير صحيحة خاصة إذا كان غيرَ متخصص".