انهيار ودمار اقتصادي وتهجير.. عباس شراقي يعيد نشر ورقة بحثية عن أضرار سد النهضة
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة: إنه أول مَن تقدم ببحث عن سد النهضة فى مايو 2011، ردًّا على مَن يدعي بأنه أول مَن أشار إلى احتمال انهيار سد النهضة، إليه وغيره.
وأضاف أن أول ورقة علمية كتبت عن سد النهضة ليست فقط فى مصر، وكتبت بالعربية لتصل إلى جميع المصريين بسهولة ولم يكن الهدف منها عمل بحث تقليدي بقدر معرفة الحقائق لكي أطمئن شخصيًّا وأطمئن جميع المصريين، وكان ذلك فى مؤتمر بجامعة القاهرة مايو 2011 بعنوان "ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ ومستقبل علاقات مصر بدول حوض النيل" بمعهد البحوث الأفريقية (30 - 31 مايو 2011) فى وقت لم يكن متوفرًا فيه أى معلومات عن السد، وكتاب المؤتمر موجود بمكتبة الكلية (كانت معهد فى ذلك الوقت)، كما نشرت مجلة السياسة الدولية (الأهرام) 19 سبتمبر 2011 ملخصًا لهذه الورقة، وجمعية المهندسين المصرية المجلد الخمسين العدد الثانى 2011.
وأوضح "شراقي" عبر حسابه الشخصي بـ"فيس بوك"، أنه تم ذكر بعض أضرار سد النهضة منها التعرض للانهيار والكثير حتى منهم من هو فى لجنة التفاوض حاليًا، والمتخصصين ومسئولين كبار لم يأخذوها محمل الجِد (هذا فى مايو 2011):
أضرار سد النهضة كما جاءت فى ورقة 2011:
١- التكلفة العالية التي تقدر بـ٤.٨ مليار دولار، والتي من المتوقع أن تصل إلى ٨ مليارات دولار.
٢- إغراق حوالي نصف مليون فدان من الأراضي الغابات، والأراضي الزارعية القابلة للري والتي تعد نادرة في حوض النيل الأزرق في تكوين بحيرة السد، مع عدم وجود مناطق أخري قريبة قابلة للري.
٣- إغراق بعض المناطق التعدينية لكثير من المعادن الهامة مثل الذهب والبلاتين والحديد والنحاس وبعض مناطق المحاجر.
٤- تهجير نحو ٣٠ ألف مواطن من منطقة البحيرة.
٥- قصر عمر السد والذي يتراوح بين ٢٥ إلى ٥٠ عامًا نتيجة الإطماء الشديد (٤٢٠ ألف متر مكعب سنويًّا)، وما يتبعه من مشاكل كبيرة لتوربينات توليد الكهرباء، وتناقص في كفاءة السد تدريجيًّا.
6- زيادة فرص تعرض السد للانهيار، نتيجة العوامل الجيولوجية، وسرعة اندفاع مياه النيل الأزرق، والتي تصل في بعض فترات العام (شهر سبتمبر) إلى ما يزيد على نصف مليار متر مكعب يوميًا، ومن ارتفاع يزيد على 2000م نحو مستوى 600م عند السد، وإذا حدث ذلك فإن الضرر الأكبر سوف يلحق بالقرى والمدن السودانية خاصة الخرطوم، التي قد تجرفها المياه بطريقة تشبه السونامي الياباني 2011.
7- زيادة فرصة حدوث زلازل بالمنطقة التي يتكون فيها الخزان نظرًا لوزن المياه التي لم تكن موجودة في المنطقة من قبل في بيئة صخرية متشققة من قبل.
8- التوتر السياسي بين مصر وإثيوبيا بسبب هذا المشروع.
9- فقد مصر والسودان لكمية المياه التي تعادل سعة التخزين الميت لسد النهضة، والتي تتراوح بين 5 و25 مليارم3 حسب حجم الخزان، ولمرة واحدة فقط وفي السنة الأولي لافتتاح السد، نظرا لأن متوسط إيراد النيل الأزرق نحو 50 مليار م3 سنويا.
وتابع: نظرًا للتحديات الجيولوجية والجغرافية السابقة في دول منابع النيل، فإن أكثر ما يناسبها نمط الزراعة المطرية، ولذلك يجب أن يزداد التعاون بين دول الحوض من أجل تقدم هذه الزراعة والاستفادة القصوي من مياه الأمطار.
كما أن المشروعات المائية الكبرى لا تناسب دول المنابع نظرًا لتكلفتها العلية للتغلب على الظروف الجيولوجية، وزيادة نسبة تعرضها للانهيار، نتيجة الفيضانات والتشققات الصخرية والزلازل، وعدم إمكانية نقل المياه وتوزيعها في حالة تخزينها، والحل الأمثل هو التوسع في إقامة سدود صغيرة متعددة الأغراض (كهرباء ومياه شرب وزراعة بسيطة) لكي تخدم أكبر عدد من المدن أو القري التي يستحيل نقل المياه إليها من أماكن أخرى.
واختتم: "أن سد النهضة (الألفية) الإثيوبي المزمع إنشاؤه على النيل الأزرق بالقرب من الحدود السودانية، والذي يقال إنه سوف يخزن 67 مليار متر مكعب، ليس في صالح إثيوبيا للأسباب سابقة الذكر، وأن الهدف من ورائه هو سياسي بالدرجة الأولى، ليجمع رئيس الوزراء الإثيوبي الشعب من حوله، والفوز بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية، وشغلهم عن ثورات الإصلاح التي بدأت في الانتشار في بعض الدول الأفريقية والعربية، وعلى رأسها ثورة 25 يناير 2011 المصرية، وهذا ما نشر فى مايو 2011".