فين فلوس الدرس.. كل زمايلك دفعوا.. واقعة مهينة وراء مصرع "شروق" ضحية المعدية | فيديو
فى أكثر ليالي الشتاء برودة منذ بدايته، حمل نهر النيل جسد شروق ياسر ليطفو جثمانها على سطحه بعد غاصت المياه فى أعماقه لثمانية أيام كاملة منذ أن وقع حادث معدية أشمون بالمنوفية مساء الإثنين الماضى.
"كنت مستنياها وأكفنها بايدى" بتلك الكلمات عبرت والدة "شروق " آخر ضحايا حادث المعدية، واصفة حالها فى الأيام التى أعقبت إعلان اسم ابنتها ضمن المفقودين فى الحادث المفجع.
إحراج شروق
"فين فلوس الدرس.. كل زمايلك دفعوا" مجرد كلمات طالما أطلقتها إحدى المدرسات أمام زميلاتها، موجهة إياها لـ"شروق" ليصبح وقعها على ابنة الثانية عشر كوابل من الرصاص صوب جسدها النحيل.
عادت شروق لوالدتها تطلب منها أموال من أجل أن تعطيها للمدرسة كى لا تقوم بإحراجها مرة أخرى لتشعر والدتها بالعجز وتطلب منها عدم الذهاب للدرس فى المرحلة الحالية حتى تتحسن أحوالهم المادية.
رفضت شروق ذلك الاقتراح وطلبت من والدتها الخروج للعمل لتتحصل على بعض الأموال التى تمكنها من استكمال دراستها وتوفير متطلبات شقيقتيها الصغيرتين ومساعدة أسرتها فى توفير ما يلزمهم من متطلبات الحياة.
ألحت والدة شروق على أحد موردي العمالة للمزارع لإيجاد فرصة عمل لابنتها وبالفعل حدث ذلك والتحقت شروق بالعمل فى مزرعة دواجن بقرية القطا التابعة لدائرة المناشى فى محافظة الجيزة، رفقة بعض أطفال قريتها الذين يعملون بذات المزرعة.
3 أشهر كاملة مدة عمل “شروق” بالمزرعة قبل أن تصبح ضمن المفقودين فى حادث المعدية ويتم العثور على جثمانها بعد أسبوع كامل على بعد أكثر من 15 كيلو من موقع الحادث.
لافتة الشهداء
وأعلن أهالى عزبة التفتيش التابعة لمركز أشمون فى محافظة المنوفية، عن وضع صور ضحايا حادث المعدية فى لافتة كبيرة سيتم وضعها على مدخل القرية حتى يتذكرها الجميع دائما.
وحرص أطفال عزبة التفتيش على التواجد أمام مقابر الضحايا والدعاء لهم وقراءة الفاتحة، وذلك عقب دفن شروق ياسر الضحية الأخيرة لحادث المعدية، والتى تم العثور على جثمانها صباح أمس.
وشيع أهالي عزبة التفتيش، جثمان شروق الضحية الأخيرة في حادث معدية الجيزة، بعد أن عثرت فرق الإنقاذ النهرى على جثمان الطفلة شروق ياسر يطفو على سطح الورد قرب وردان التابعة لمحافظة الجيزة.
محافظ المنوفية يتلقى العزاء
وتلقي اللواء إبراهيم أحمد أبو ليمون محافظ المنوفية واجب العزاء في شهداء عزبة التفتيش التابعة لقرية طليا بمركز ومدينة أشمون، وذلك بالسرادق الجماعي المقام للضحايا الثمانية بالعزبة.
حيث تقدم صفوف متلقي العزاء، بحضور نائبه محمد موسي، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة أشمون، وجمع غفير من أهل القرية.
وأعرب محافظ المنوفية عن خالص تعازيه ومواساته لأسر الضحايا داعيًا المولى عز وجل أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان وأن يتغمد الضحايا بواسع رحمته.