رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس والمنتدى وإعلام الشر.. أهلا بالمعارك!!

منشور على "بانر" من عدة سطور أرسلته لي أخت عزيزة من سوريا للرد عليه بعد أن قالت إنه متداول وبكثافة.. ترفض هي ما فيه ولأنها لم تتابع منتدى الشباب لذا طالبتنا بالرد حتى تنشره على صفحتها وما تيسر لها من صفحات!


يقول المنشور البذيء: “إن مصر تطلب ثمن أي شيء تفعله! لتخطو خطوات في حقوق الإنسان فهي تطلب أموالًا من الدول الغربية.. وإذا سارت خطوات في منع الهجرة غير المشروعة فإنها تطالب بالمقابل من الدول ذاتها! وإذا سمحت بالتظاهر على أراضيها ولأبنائها فإنها أيضا تطلب المال من دول العالم!!”.

 

مهام الوطنية والتنموية

عزيزي القارئ: الفرق كبير بين الغباء والكيد والتلفيق، فكاتب المنشور لا يمكن بحال أن يكون غبيًّا إلى هذا الحد الذي لا يعرف فيه الاختلاف الكبير بين ابتزاز الآخرين وبين شرح الظروف التي تمر بها مصر.. فالرئيس السيسي كان يشرح في منتدى الشباب أن لدينا مهامًّا وطنية وتنموية عدَّة هي كلها تلبية لمطالب جماهيرية مشروعة تأخرت كثيرًا.

 

وهذه المطالب - وقد اعترف بها في خدمات التعليم والصحة وغيرها -  لم يتسبب فيها الرئيس، إنما هي متراكمة ومرحَّلة من عهود سابقة.. وقبل التظاهر للمطالبة بها نحتاج إلى الفرصة لإنجازها وهذا ما يتم الآن وإلى الوصول لوضع شبه مثالي وليس بالضرورة لتحقيق كل أحلام شعبنا.. لكن ذلك يحتاج إلى أموال فتساءل متحديًا: من يتحدثون عن حقوق الإنسان هل سيمنحوننا الأموال التي يمكن أن ننجز بها متطلبات المصريين سريعا؟!

 

كان السؤال استنكاريًّا.. يعرف ونعرف ويعرفون إجابته! وهكذا الحال عند الحديث عن الانتخابات.. قال إنه مستعد لإجرائها كل عام لإعادة طرح اسمه على الناس.. لكن هذا سيحتاج إلى مليار جنيه سنويًَّا.. وهو ما لا نقدر عليه هل سيساعدوننا في ذلك؟! وكان السؤال أيضا استنكاريا! وهكذا كان الحال باقي الموضوعات.. ولكن فورًا وجدنا من يحول ذلك إلي معني آخر ويصفه بالتسول من الآخرين.. هذه قلة الأدب بعينها !!
 

للأسف هؤلاء يحملون جنسية مصر.. للأسف أمثال هؤلاء نصابون محترفون.. ينصبون علي من يدفع لهم أولا وعلي البسطاء ثانيا  بل وعلى أنفسهم فهم يعرفون الحقيقة كاملة ويدركون المعاني المقصودة كاملة!

منتدى الشباب - كعادته - فتح ملف العلاقة بين الشمال والجنوب.. الشمال الذي يحتكر التكنولوجيا ويمنع تمويل التنمية في بلادنا إلا بتكلفة باهظة ولا يريد أن يتدخل بجدية لوقف صراعات المنطقة والعالم.. ومصر طرحت عكس ذلك كله بما فيها إعادة إعمار بلادنا العربية وتمويل الدول الفقيرة بفائدة منخفضة ومنحنا لقاحات بنصيب عادل.. وكان سياق أي تصريحات أو حوارات في المنتدي في هذا الإطار.. لكن سوء القصد وقصد السوء يحرفان المعنى كله ويحيلان الهدف إلى النقيض.. لذا ستبقى المعركة مع هؤلاء مستمرة ويا أهلًا بالمعارك!!

الجريدة الرسمية