أحمد كريمة يشرح معنى البدعة وأحكامها
يبتدع كثير من الناس في أمورهم الحياتية بالإسراف في الأشياء وقد نهى رسولنا الكريم عن البدع ولكن ماهي البدعة وماهي أحكامها ؟ يجيب على السؤال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر فيقول:
البدعة هي طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشريعة بقصد السلوك عليها، وهي المبالغة في التعبد لله تعالى، وذهب جمهور العلماء إلى تقسيم البدعة تبعا للأحكام الخمسة واجبة، محرمة، مندوبة، مكروهة، مباحة.
من أمثلة البدعة الواجبة الانشغال بعلم النحو الذي يفهم به كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، لأن حفظ الشريعة واجب، ولأن قواعد الشريعة دلت على أن حفظ الشريعة فرض كفاية زاد على العذر المتعين ولا يتأتى حفظها إلا بما ذكرناه.
البدعة المحرمة
من أمثلة البدعة المحرمة: الخوض في الذات الإلهية، والبدعة المندوبة صلاة التراويح في المسجد في جماعة، والمكروهة زخرفة المساجد وتزويق المصاحف، والمباحة المصافحة عقب الصلاة.
أما البدعة في العقيدة فهي محرم، وقد تدرج إلى أن تصل الى الكفر، وهذه التي تصل الى الكفر تخالف معلوما من الدين بالضرورة مثل التي في قوله تعالى في سورة الأنعام ( وقالوا مافي بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وأن يكن ميتة فهم فيه شركاء).
البدعة المكفرة
وحددوا كذلك ضابطا للبدعة المكفرة وهي أن يتفق الكل على ان هذه البدعة كفر صراح لا شبهة فيه.
والبدعة في العبادات منها ما يكون حراما ومعصية ومنها مايكون مكروها، فالمحرمة من أمثلتها التبتل والصيام قائما على الخصاء لقطع الشهوة في الجماع والتفرغ للعبادة.
ورد رسول الله على هذه البدعة في حديث الرهط الذين فعلوا هذا عندما ( قال شخص: انا اعتزل النساء فلا اتزوج ابدا، فجاء الرسول فقال: أما والله اني لأخشاكم لله واتقاكم له لكني أصوم وافطر واصلى وارقد واتزوج النساء، فمن رغب عن سنتى فليس منى )البخاري
والبدعة في العادات منها مكروه كالإسراف في المأكل والمشرب ونحوها، ومنها مباح مثل التوسيع في اللذيذ من المآكل والمشارب والملابس والمساكن.
كمال الشريعة
ان الشريعة جاءت كاملة تامة لا نقص فيها ولا زيادة ويجب ان ينظر اليها بعين الكمال ولا بعين النقص وان يرتبط بها ارتباط ثقة واذعان في عاداتها وعباداتها ومعاملاتها، والا يخرج عنها البتة، وهذا الأمر اغفلة المبتدعة فاستدركوا على الشرع وكذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
القران والسنة
يجب ان يوقن المسلم انه لا تعارض بين آيات القران وبين الاحاديث النبوية الشريفة لأن النبع واحد والرسول صلى الله عليه وسلم وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى، وإن قوما اختلف عليهم الامر بجهلهم هم الذين عناهم الرسول الكريم بقوله "يقرءون القران لا يجاوز حناجرهم ".