معاني أسماء رسول الله: الهادي المهدي المهتدي بالله
في كتاب صدر بعنوان (مع أسماء المصطفى صلى الله عليه وسلم) تأليف المرحوم الشيخ أحمد الشرباصي أمين لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا، وكتب مقدمته فضيلة الشيخ سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق، استعرض فيه المؤلف أسماء الرسول التي تصل إلى أكثر من ثلاثين اسمًا منها "الهادي المهدي المهتدي بالله"، يقول فيه: يقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}، فمن أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ألقابه الشريفة المهدي المهتدي بالله الهادي: والهادي هو الذي يهدي الخلق إلى الحق، والهداية كما يقول المفسرون ـ هي الدلالة إلى الخير بلطف ـ أي الإرشاد إلى طريق الحق والبر بلين ورفق، والمصطفى عليه الصلاة والسلام هو الذي هدى الناس ـ بفضل ربه وتوفيقه ـ إلى نور الإسلام وإلى طريق السعادة في الدنيا والنعيم في الآخرة.
وقد كان من فضل الله تعالى على الناس أن أرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين ليهدوهم إلى سواء السبيل، ولذلك قال القرآن الكريم {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}.
وقد تحدث كتاب الله الكريم عن هذا الاسم من أسماء المصطفى وأشار إلى معناه في أكثر من موضع فقال في سورة التوبة {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}.
وكان من الطبيعى أن يحقق الله تعالى الهداية التامة الكاملة لرسوله صلى الله عليه وسلم حتى يكون صالحا لإصلاح الناس وهدايتهم وإرشادهم، ولذلك قال تعالى في سورة الضحى يخاطب الرسول {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى}، وقال في سورة الفتح {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا}.
صاحب الإرشاد القويم
وما دامت هداية الله قد تحققت كاملة في رسوله عليه الصلاة والسلام فقد استحق المصطفى أن يسمى أيضا كما ذكر العلماء باسم "المهدى" لأن الله هداه ورعاه، وباسم "المهتدى بالله" لأنه خير من استجاب لله واستضاء بهداه فصار صاحب الرشد الكامل في نفسه، وصاحب الإرشاد القويم لسواه.
والله جل جلاله قد من بهدايته على خلقه فضلا منه وكرما وهو القائل (سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذى قدر فهدى) وهو القائل أيضا في سورة يونس (والله يدعو إلى دار السلام ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم).
هداية الله للإنسان
وهداية الله تعالى للإنسان على أربعة أنواع: الأولى الهداية التي أعطاها لكل مكلف بالعقل والفطنة والمعرفة وإليها يقول الله تعالى (ربنا الذى أعطى كل شيء خلقه ثم هدى).
والثانية هي دعوة الله تعالى للناس إلى شريعته وملته عن طريق الرسل وأشار إليه القرآن بقوله في سورة السجدة (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا). والهداية الثالثة:هي توفيق الله تعالى للإنسان حتى يتبع الحق ويتمسك به، يقول تعالى في سورة البقرة (والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم).
والرابعة هي الهداية في الآخرة الى الجنة حين قال في سورة محمد (والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم).