على جمعة: يجب تغيير حالنا مع الله لينظر إلينا
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، على حاجة المسلمين لعلم جديد باسم "علم الخطاب الإسلامي" يُدرس ضمن الكليات الشرعية بالجامعات الإسلامية، خاصة جامعة الأزهر، وذلك للحفاظ على هويتهم الإسلامية وبقائهم وسط العالم الذي أصبح قرية واحدة.
تغيير حالنا مع الله
وقال جمعة إن الحواجز بين الشأن الداخلي والخارجي كادت تتلاشى، حتي جاء التهديد باحتلال دول أخري بعد العراق، مؤكدًا أنه لم يعد مجديًا التمسك بأنه أمر داخلي، ومع رفضنا لهذا المبدأ الذي يستعمله القوي في فرض هيمنته الاستعمارية وتحصيل مصالحه الاقتصادية.
وأضاف علي جمعة: لابد أن نعمل على ما يغير حالنا في طريق الله حتى ينظر الله إلينا بعين الرحمة، ويغير ما بنا.
وكتب الدكتور على جمعة تدوينة على الفيس بوك: "هل المسلمون في حاجة إلى علم جديد يقال له علم الخطاب الإسلامي حقا؟ والإجابة عندي: نعم إنهم في حاجة إلى ذلك؛ لمقتضيات وجودهم والحفاظ على هويتهم وبقائهم وسط العالم الذي أصبح قرية واحدة، والذي وصل من خلال المواصلات والاتصالات والتقنيات الحديثة إلى ما نرى من الجوار وتأثر بعضه ببعض، حتى كادت الحواجز بين الشأن الداخلي والخارجي تتلاشى، وحتى رأينا حجج احتلال أرضنا بالعراق والتهديد باحتلال غيرها هو التأثر بما يجري في الداخل من أمور".
فرض الهيمنة الاستعمارية
وقال: "لم يعد مجديا نفعا التمسك بأنه أمر داخلي، ومع رفضنا لهذا المبدأ الذي يستعمله القوي في فرض هيمنته الاستعمارية وتحصيل مصالحه الاقتصادية، فإننا لابد أن نعمل على ما يغير حالنا في طريق الله حتى ينظر الله إلينا بعين الرحمة، ويغير ما بنا، ويوفقنا إلى ما يحب ويرضى (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) [الرعد: 11].
واضاف "ولقد حضرت مؤتمرا في دولة الكويت نظمته كلية الشريعة والدراسات الإسلامية هناك تحت عنوان (الخطاب الإسلامي في خضم الأحداث والمستجدات)، وذلك في الفترة من 17-18 مايو 2004م، وتقدمت فيه ببحث عن أصول هذا الموضوع ودعوته فيه إلى إنشاء علم جديد بعنوان (الخطاب الإسلامي) ولقد وافق المؤتمرون من العلماء على هذا الاقتراح، وجعلوه في توصياتهم"
وتابع علي جمعة: "وهو ما يبين أهمية هذه الدعوة ووجوب الإسراع في تبنيها وإدخال هذا العلم ضمن ما يدرس في الكليات الشرعية بالجامعات الإسلامية، خاصة جامعة الأزهر، وسرعة تعاون العلماء على الكتابة فيه وإثرائه وعلى استمداده من علوم عدة يتعاون في ذلك جماعة العلماء حتى يتضح هذا العلم، وتقوم له قائمة"
واختتم حديثه قائلًا: "ومن بحوث ذلك المؤتمر الذي حضره من مصر أ.د أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية وأ.د نبيل غنايم الأستاذ بكلية دار العلوم، أ.د إبراهيم عبد الرحيم الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، زن السودان أ.د عصام البشير وزير الأوقاف، ولفيف من العلماء من سويسرا وفرنسا وتونس والسعودية وسوريا بالإضافة إلى علماء كلية الشريعة بالكويت من أقطار شتى ما يمكن أن يستفاد منه في بناء إطار عام لذلك العلم، ابتدأ وأخص بالذكر بحث أ.د أحمد جاب الله عميد الكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية بباريس، وكان تحت عنوان (انفتاح الخطاب الإسلامي ومتطلبات المرحلة المعاصرة) والذي أكد فيه على أهمية الخطاب الإسلامي في مجال العلاقات الإنسانية"