قارئ الجامع الأزهر.. قصة الشيخ عبد العاطي ناصف في دولة التلاوة المصرية
تحل اليوم ذكرى ميلاد الشيخ عبد العاطي حسن علي ناصف والذي ولد بحارة سيدي العريان، المتفرعة من شارع وسط البلد، بمركز ومدينة شبين القناطر، بمحافظة القليوبية في 13 يناير 1933م وفي عام 1944 توفي والده فتولى جده أمر تعليمه وتحفيظه القرآن الكريم.
وذات مرة استمع اليه “عبدالخالق” ناظر المدرسة وهو يقرأ قول الله تعالى (والسماء والطارق) فطلب منه مقابلة ولي أمره، وفي المقابلة أخبره بضرورة مواصلة الطالب عبد العاطي حفظ القرآن الكريم.
حفظ القرآن الكريم
حفظ عبد العاطي ناصف القرآن الكريم وتعلم التجويد وعمره لم يتجاوز الخامسة عشرة تعلم القراءات علي يد الشيخ "علي أبو أحمد" بقرية الأحراز دون مقابل وذلك إعجابًا وتقديرًا منه لموهبته.
وذات يوم ذهب الشيخ عبد العاطي ناصف مع جده لأداء واجب العزاء في أحد أهالي شبين القناطر، وقرأ القرآن فجذب القلوب، وخلال تواجده بالمسجد الكبير لأداء صلاة الجمعة طلب منه شيخ المسجد قراءة قرآن الجمعة فأعجب به الدكتور "هلال عبدالوهاب" مدير مستشفي القناطر وطلب منه قراءة القرآن في بيته طوال شهر رمضان.
انطلاقة الشهرة
وقرأ الشيخ عبد العاطي ناصف في المناسبات وذاعت شهرته في كل محافظات مصر وفي التاسع من شهر أبريل عام 1969 تم اعتماده قارئًا للقرآن الكريم بالإذاعة المصرية، وسجل لها الكثير من التسجيلات.
كرمة مبارك
وقبل أن يكمل عامه الخامس والعشرين تزوج ورزقه الله من الأبناء بـ (عبدالخالق وحسن وأحمد وحسين ومصطفى وزينب وهدى وفاطمة)، وأبنه حسين اتجه لقراءة القرآن الكريم بعد حصوله على بكالوريوس التجارة، وانضم إلى نقابة القراء، وكان يقرأ القرآن في مستهل برنامج (العلم والإيمان) الذي كان يقدمه بالتلفزيون مرزوق هلال وذلك منذ عام 1979 وحتى منتصف التسعينيات، وفي عام 1988 فاز بالمركز الأول في مسابقة حفظ القرآن الكريم، وقرأ في الإحتفال بليلة القدر وكرمه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بأداء فريضة الحج، وتم اختياره قارئًا لبعثة الأوقاف هناك، كما قرأ في الإحتفال بالمولد النبوي في حضور الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وأيضا في إحتفال يوم الدعاة، وقرأ أيضا في الإحتفال بليلة الإسراء والمعراج في عام 1999 بدعوة من رئاسة الجمهورية.
بعد وفاة (حسن) ابن الشيخ عبد العاطي ناصف في عام 1982 أثناء دراسته بالفرقة الثالثة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر.. اتجه الشيخ إلى التصوف، واشتهر بحبه الشديد لأولياء الله الصالحين، ولازم مساجدهم كالسيدة زينب، والسيدة نفيسة، والإمام الحسين والإمام الشافعي وغيرهم رضي الله عنهم، واستقر في مسجد سيدي الشبراوي وكان لا يخرج إلا مرتين في الشهر لرؤية أسرته، واستمر على هذا الحال حتى عام 2012.
وناصف عُيّن قارئًا للسورة بالجامع الأزهر الشريف مزامَلة للقارئ الشيخ محمد محمود الطبلاوي حيث كانا يتبادلان التلاوة بالمسجد أسبوعيًا وذات مرة اضطر الشيخ عبد العاطي ناصف أن يقوم بمهمة المبتهل والقارئ معًا خلال الإذاعة الخارجية لشعائر صلاة الفجر لعدم حضور المبتهل المكلف بذلك.
وكان الشيخ عبد العاطي ناصف قارئًا ملتزمًا بدوره في التلاوة رغم تقدمه في السن، وكان من أكثر القراء ظهورًا في قرآن الفجر والجمعة وكذلك في التليفزيون المصري وتوفي إلى رحمة الله تعالى، يوم الأحد 2014/6/8، عن عمر يناهز الثمانين عاما بعد حياةٍ حافلةٍ بالعطاء في خدمة القرآن الكريم.