87 عاما ذكرى ميلاد سلطان التلاوة الشيخ محمد محمود الطبلاوي
هو أحد أعلام قراء القرآن الكريم، صاحب شخصية متميزة في التلاوة ظهر وسط عمالقة القراء واحتل مكانة رفيعة بينهم، نال الشيخ محمد محمود الطبلاوى شهرة كبيرة بين علية القوم وهو لم يكمل السادسة عشر ووصف بأنه " آخر حبة في سبحة عباقرة التلاوة "، كما لقب بظاهرة العصر وسلطان التلاوة.
بدأ الشيخ محمد محمود الطبلاوى ـ نقيب القراء والمحفظين سابقا ـ يتلو القرآن الكريم وهو في سن الثانية عشر من العمر، وأن أول أجر له كان 5 قروش من عمدة قريته بمحافظة الجيزة، وذاع صيته من وقتها حتى أصبح ينافس كبار القراء فى عصره، وأصبح القارئ المفضل للكثير من العائلات الكبرى.
جولات حول العالم
ولد الشيخ القارئ الطبلاوي في مثل هذا اليوم 14 نوفمبر عام 1934م بحي ميت عقبة، التابع لمحافظة الجيزة، وتعود أصوله إلى محافظتي الشرقية والمنوفية،
امتدت مسيرة الشيخ محمد محمود الطبلاوى في تلاوة القرآن الكريم، نحو 50 عاما زار خلالها أكثر من 80 دولة حول العالم محكما لكثير من المسابقات الدولية لحفظة القرآن من كل دول العالم، حصل على وسام من لبنان في الاحتفال بليلة القدر تقديرًا لجهوده في خدمة القرآن الكريم،
شق الشيخ الطبلاوى طريق التلاوة بصعوبة حيث رسب 9 مرات في امتحان التلاوة بالإذاعة، وفي العاشرة دعا ضاحكا "يا بركة دعاء الوالدين، يا رب اكفني شر هذه اللجنة"، فسمعه أعضاء لجنة الامتحان من خلال المكبر المفتوح دون قصد، فضحكوا وأدخلوه للامتحان ليفاجأ بنجاحه في المرة العاشرة.
ووقعت نقطة التحول الرئيسية للشيخ الطبلاوى باعتماده في الإذاعة المصرية عام 1970م، وهناك سجل الشيخ المصحف المرتل والمجود والمعلم، وفي حواراته المتعددة للصحف كان الطبلاوي يؤكد أن "الإذاعة لها فضل كبير على أهل القرآن".
تحقق حلم الشيخ الطبلاوى الذى راوده سنوات منذ بدأ القراءة، حين اختير من قبل وزارة الأوقاف قارئا باالجامع لازهر الشريف فى منتصف السبعينات.
عالمية التلاوة
وصلت عالميته في القراءة لدرجة أن مسؤولين إيطاليين وجهوا له دعوة عن طريق السفارة المصرية لتلاوة القرآن الكريم بمدينة روما لأول مرة، أمام أعداد ضخمة من أبناء الجاليات العربية والإسلامية بالعاصمة الإيطاليةوبالفعل سافر الى إيطاليا وقرأ أمام جماهير كثيرة واعجب به بابا الفاتيكان ودعا الى لقائه..
تميز شخصية الطبلاوى
يتحدث القارئ الشيخ محمود الطبلاوى في مجلة آخر ساعة عام 1990 فيقول: "منذ نشأتي كقارئ للقرآن الكريم في المناسبات، كنت شديد الحرص على الاستقلال والتميز بشخصيتي وطريقتي دون تقليد أحد، وهذا النجاح لم يأتني بين ليلة وضحاها. ولكنه جاءني بالكفاح والعرق وبذل الجهد، لم أضع المال حاجزا بيني وبين الهدف الذي تتوق إليه نفسي وهو الوصول إلى القمة في مجال تلاوة القرآن الكريم، فقد قبلت السهر في شهر رمضان المبارك بثلاثة جنيهات فقط ولكنها كانت كثيرة جدا بالنسبة لي ".
وأضاف:"الحمد لله لقد أكرمني المولى جل شأنه بأن مكنني من تسجيل القرآن الكريم كاملًا مرتين مجودا ومرتلا وهذا هو الرصيد الوحيد الذي أعتز به وهو الثروة الحقيقية التي من الله بها علي في الدنيا والآخرة، وقد سجلته مرة مجودا على 75 ساعة ومرة أخرى مرتلا على 33 ساعة.
مكانة فى قلوب المسلمين
وقد وصفه شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب عند رحيله بأن الطبلاوى سيظل يحتل مكانة كبيرة في قلوب وعقول المسلمين، وسيظل صوته العذب يقصده المسلمون للتدبر في آيات الذكر الحكيم، ويبقى الشيخ الطبلاوي علامة بارزة في تاريخ الترتيل والتلاوة في التاريخ الحديث، كما وافق على اطلاق اسم الطبلاوى على المعهد الازهرى بمدينة تلا بالمنوفية تخليدا لذكراه..