"الجريمة".. كيف استفاد أحمد عز من الفيلم وأضاف لمسيرته الفنية
أخطر اتهام يواجه أي فنان هو الاستسهال، وأسوأ فخ من الممكن أن يقع فيه هو فخ التكرار، وما أكثر الفنانين الذين حققوا نجاحات كبيرة ثم انتهت مسيرتهم سريعًا بسبب عدم قدرتهم على تغيير جلودهم وتقديم شيء جديد، ووسط انتقادات بالتكرار والاستسهال تنتهي مسيرتهم بالعودة لأدوار الصف الثاني أو ربما تنتهي المسيرة بشكل كامل، وهو الأمر الذي تفاداه أحمد عز.
أحمد عز الذي يعرض له في السينمات حاليًا فيلم “الجريمة”، وحقق من خلاله، في أول 5 أيام عرض، أكثر من 10 ملايين جنية، استطاع خلال السنوات الأخيرة وخاصة في فيلم “الجريمة” أن يقدم نسخة جديدة من نفسه للجمهور، فهو واحد من قلائل بين أبناء جيله نجحوا في السنوات الأخيرة على لعب دور “الحرباء” وتقديم نسخة مختلفة متعددة الوجوه من أنفسهم.
وبعيدًا عن الأعمال التي قدمها أحمد عز في السنوات الأخيرة وظهر من خلالها بشخصيات مختلفة وبعيدة كل البعد عن بعضها، ونجاحه في تقديم كل تلك الشخصيات سواء في السينما أو الدراما، سنتحدث فقط عن فيلم “الجريمة”
مفاجأة أول مشهد
في بداية الفيلم سترى رجل عجوز يجلس في أحد مستشفيات الأمراض النفسية، ستظن أن وجه جديد وربما يكون ممثل غير معروف أتوا به ليقدم هذا المشهد، ولكن عندما تقترب الكاميرا أكثر ومع التدقيق ستكتشف أنه أحمد عز.
وبالرغم من أن البطل في هذا المشهد هو الماكيير الذي نجح في تغيير ملامح أحمد عز بهذا الشكل، ولكن عز أيضًا نجح في تقمص الشخصية، سواء من حيث نبرة الصوت أو النظرات أو حتى حركة الجسم، فكل هذا كان مفاجئ للجمهور.
zero كوميديا
أحمد عز كان لديه نقطة ضعف في أفلامه السابقة، وهي وجود الكوميديا والإفيهيات التي كانت تطغى على معظم مشاهد العمل، ولكنه في هذا العمل تخلى عن هذا الأمر، ربما لأن القصة لا تتحمل هذة الكوميديا والإفيهيات، وربما كان الأمر برغبة شخصية من أحمد عز نفسه، ولكن في النهاية ظهرت الشخصية على الشاشة مرسومة بشكل رائع ومناسبة تمامًا للأحداث.
وطغت على أحمد عز في معظم مشاهده الجدية والعصبية التي جعلته يظهر بشكل مختلف للجمهور، في شخصية لم يلعبها من قبل، وكانت تفاصيلها جديدة، خاصة وأنها شخصية تعاني من أمراض نفسية، لذلك كان أداء الفنان رائع جدًا ومواكب للحدث.
ستايل السبعينيات
الفيلم الذي تدور أحداثه في فترة السبعينات فرض على صناعه ديكور معين، وكان الأمر صعبًا بكل تأكيد، فالأمر يتطلب التركيز في التفاصيل، سواء من حيث شكل المنازل، ديكوراته الداخلية، الملابس، السيارات، المراكب، البواخر، المصانع، وكل شئ له علاقة بموضوع الفيلم.
ولكن على جانب أخر اهتم أحمد عز بتفاصيل الشخصية التي يقدمها من حيث المظهر، الملابس كانت مناسبة تمامًا، وهي مهمة الاستايلست، وفيما يتعلق بالشكل اختار عز الشعر الطويل الذي كان يطلقه الشباب في ذلك الوقت بالإضافة للشارب الخفيف الرفيع، حتى النظارة التي كان يرتديها كانت كتلك التي يرتدونها في ذلك الوقت، مع اختلاف الإطار فقط.
“عادل” المريض النفسي
يقدم أحمد عز شخصية “عادل” وهو شاب يعاني من عُقد نفسية بعدما قُتلت والدته على يد والده الذي اكتشف خيانتها له مع أحد الرجال فقام بقتلها، وينشأ في كنف جده “رياض الخولي" الذي يتولى تربيته ويحرص على تقويته وتربيته تربية شديدة.
يتولى “عادل” إدارة أعمال جده بعد وفاته، فقد ترك له ثروة كبيرة، ويتزوج من سيدة تشبه والدته في طباعها وتصرفاتها لتقوم بخيانته وتكرر ما فعلته والدته مع والده، لتزيد العُقد النفسية لدى “عادل” فيقرر معاقبتها على طريقته الخاصة.
وخلال أحداث الفيلم يُبدع أحمد عز في إتقان شخصية الإنسان العادي الذي يعاني من خلال نفسي غير ظاهر لمن حوله، فقد يظهر في بعض المواقف أثناء الضغط عليه ومحاصرته، لكنه في النهاية لا يترك لأحد فرصة لإثبات شيء ضده.
إضافة للـ CV
بالرغم من وجود ثغرات في قصة الفيلم ومعاناته من بعض الأخطاء التي يتحملها مخرج ومؤلف العمل شريف عرفة، إلا أن أحمد عز خرج فائزًا من ذلك الفيلم بإضافة شخصية جديدة ومختلفة للشخصيات التي قدمها من قبل في أعماله المختلفة، ليثبت أنه ممثل كبير ولديه القدرة على تقديم كل أنواع الشخصيات.
وليخرس أيضًا الاتهامات التي طالته في بدايته بأنه يكرر نفسه ولا يقدم أي جديد، مؤكدًا خلال السنوات الأخيرة، وخاصة من خلال هذا الفيلم، أنه ممثل كبير ومازال لديه الكثير ليقدمه، وحتى وإن كان الدور يتطلب هذا الشكل والمخرج من أختاره لأداءه، فهو يحسب له إتقانه للعمل وخوض التجربة ورغبته في تغيير جلده أمامه الجمهور بشكل مستمر.