ليبيا.. للخلف در !
حدث ما توقعناه مبكرا ولم تتم الانتخابات الرئاسية الليبية فى موعدها الذى كان مقررا الشهر الماضى، ولم يتم حتى الآن تحديد موعد بديل آخر.. ونزيد اليوم على ذلك أن فرص إقامة هذه الانتخابات أصلا قد تراجعت كثيرا وأخشى أن تكون انعدمت في المدى المنظور.. بل إن الأوضاع فى ليبيا تشى بحدوث انتكاسة سياسية!
فبعد أن كان الليبيون يتطلعون إلى أن يمضوا خطوة إلى الأمام في حل أزمتهم السياسية، فإن تطورات الأوضاع تنذر بخطوات إلى الخلف.. فها هو الجيش الليبى في شرق البلاد يهاجم رئيس الحكومة المؤقتة لأنه حجب الرواتب على مقاتليه للشهر الرابع على التوالى.. وها هى قبائل ليبية تهدد رئيس الحكومة المؤقتة بوقف ضخ النفط إذا لم يفرج الدبيبة عن رواتب مقاتلى الجيش الليبى، خاصة وأنه لم يفعل ذلك مع الميليشيات المسلحة الموجودة في غرب البلاد..
وإذا حدث ذلك سوف يفتح الباب الليبي على كل الاحتمالات ومن بينها للأسف الشديد إندلاع الاحتكاكات والصدامات العسكرية مجددا داخل ليبيا، خاصة وأن المرتزقة الأجانب لم يغادروا البلاد بعد والقوات الأجنبية لم يتم سحبها بعد من الاراضى الليبية.
وهكذا بدلا من إنفراج الأزمة الليبية اشتدت هذه الأزمة مجددا.. وقد سبق أن حذرنا من ذلك، لأنه تم المراهنة على الانتخابات لإنهاء هذه الازمة بينما لم يتم دوليا واقليميا ومحليا تهيئة الظروف المناسبة لإجراء هذه الانتخابات.. فإن الدول المنخرطة في الأزمة الليبية لم تبذل الجهود اللازمة لسحب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، وتصورت خطأ إمكانية إجراء الانتخابات في وجودها على الأراضي الليبية، وذات الشيء فعلته الحكومة المؤقتة برئاسة الدبيبة الذى سعى للإعتماد في معركته الانتخابية على القوى الليبية التى تؤيد بقاء الميليشيات المسلحة والمرتزقة والقوات الأجنبية.. وهكذا تجدد التحدى الليبى لأمننا القومي في وقت ازدادت تحديات أخرى.