تعرف على سبب تسمية البيت الحرم بهذا الاسم
سمّى الله - تعالى - الكعبة في القُرآن بالبيت الحرام، لقوله: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ) ويرجع السبب في ذلك إلى عدة أقوال نوردها على النحو الآتي:
لعظمته وحُرمته، وحُرمة القتال والصيد عنده، ولأن إبراهيم -عليه السلام- لما وضع الحجر الأسود في الكعبة عند بنائها، أضاء من جميع الجهات، فحرمه الله -تعالى- إلى حيث انتهى نوره.
لما أهبط الله -تعالى- آدم -عليه السلام- إلى الأرض خاف على نفسه من الشيطان، فاستعاذ منه بالله -تعالى-، فأرسل الله -تعالى- إليه ملائكة وقاموا بحف مكة من جميع جوانبها، ووقفوا عند الحرم يحرسونه، فأصبح بينه وبين موقف الملائكة حرم.
لأن الله -تعالى- لما خاطب السماوات والأرض بقوله: (ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)، أجابته أرض الحرم فقط، فحرمها الله.
لأن الله -تعالى- حرمها إلى يوم القيامة، إذ يحرُم القتال فيه، أو تنفير صيده، أو تقطيع شجره، لما ورد عن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (إنَّ هذا البَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَومَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، وإنَّه لَمْ يَحِلَّ القِتَالُ فيه لأحَدٍ قَبْلِي، ولَمْ يَحِلَّ لي إلَّا سَاعَةً مِن نَهَارٍ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، ولَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، ولَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إلَّا مَن عَرَّفَهَا، ولَا يُخْتَلَى خَلَاهُ فَقالَ العَبَّاسُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إلَّا الإذْخِرَ فإنَّه لِقَيْنِهِمْ ولِبُيُوتِهِمْ، قالَ: إلَّا الإذْخِرَ).
آداب زيارة بيت الله الحرام
توجد العديد من الآداب التي يُستحبُ للمُسلم فعلها عند زيارته لبيت الله الحرام، ومنها ما يأتي: الدُخول إليه من باب بني شيبة، ومما يقال عند دُخول البيت الحرام: "بسم الله، وبالله، ومن الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله"، وعند اقترابه من البيت يقول: "الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وعلى إبراهيم خليلك وعلى جميع أنبيائك ورسلك"، ثُمّ يرفع يديه، ويدعو الله -تعالى-.
التوجه نحو الحجر الأسود ولمس الحجر الأسود باليد اليمين وتقبيله، فإن لم يستطع لمسه وتقبيله فإنه يُشير إليه في مُقابلته، والدُخول إليه بالرجل اليُمنى وقراءة دُعاء دخول المسجد عند الدُخول إلى البيت الحرام، والابتعاد عن الأكل مما له رائحةٌ كريهة، كالبصل والثوم والإكثار من أعمال الخير؛ لما فيه من مُضاعفة الحسنات والابتعاد عن مُزاحمة الناس وعند الخروج من البيت يُسن له قول: "اللهم إني أسألُك من فضلك"، أو "اللهم اغفر لي، وافتح لي أبواب فضلك".