قصة إنشاء جامع عمرو بن العاص.. عمر بن الخطاب أمر بإزالة منبره.. و80 صحابيا أشرفوا على بناء القبلة
يعد مسجد عمرو بن العاص أول جامعة إسلامية في مصر، والذى أنشئ على يد الصحابي عمرو بن العاص وأخذ اسمه عام 12 هجريًا بالقاهرة والتي كانت تسمى آنذاك بمدينة الفسطاط، وكان يتم فيه تعليم علوم اللغة العربية وتعاليم الإسلام.
فتح الجيش الإسلامي لمصر
مسجد عمرو بن العاص يحمل تاريخ فتح الجيش الإسلامي لمصر، وذلك في عهد الخليفة عمر بن الخطاب عندما أرسل عمرو بن العاص ليوقف السيطرة البيزنطية على مصر، لذلك أرسل الجيش الإسلامي لفتح مصر.
وبعد إنشاء عاصمة جديدة لمصر على يد عمرو بن العاص وهي مدينة الفسطاط، قرر عمرو أن يكون هناك مسجد ليؤدي فيه المسلمون صلاة الجمعة والصلوات الخمس. ولم يكن المسجد في هذا الوقت بهذه المساحة أو النقوش حيث بني المسجد من الطوب اللبن وسقفه من جذوع النخل، بالإضافة إلى بئر كانت معروفة باسم البستان وكان يستخدمها المصلون للوضوء.
أساس بناء المسجد
في عام 21 هجريًا، اختار عمرو بن العاص مكانًا فريدًا لإنشاء مسجد جامع، وكانت تلك المنطقة في ذلك الوقت عبارة عن حديقة مملوكة لقيسبة بن كلثوم، طلبها منه وقد وعده بأن يعوضه، ولكن قيسبة تبرع بها، وكان الموقع يقع في منتصف مدينة الفسطاط العاصمة، بلغت مساحته وقت بنائه حوالي 23 مترًا في 13 مترًا، وكان يطل علي النيل من الناحية الشمالية الغربية، في البداية عندما تم الإنشاء، وكانت الأرض يغطيها الحصي، والسقف صُنع من الجريد المحمول علي أعمدة من جذوع النخل نفسه، وكان للجامع ستة أبواب من كل جانب عدا جانب القبلة، وكان به بئرا سُمي بالبستان يستخدمه المُصلين للوضوء والشرب.
لم يكن للجامع صحن أو مئذنة، كما لم يكن له محرابًا، ولكن كان يحتوي علي منبرًا بناه عمرو بن العاص، ولكن الفاروق عمر بن الخطاب أمر بإزالته، وذلك بعد أن قال لعمرو بن العاص: "أما حسبك أن تقوم قائمًا، والمسلمون جلوس عند عقيبيك"، وقد أشرف علي بناء القبلة ثمانون رجلا من الصحابة منهم الزبير ابن العوام، والمقداد بن الأسود، وعبادة بن صامت، وأبو الدرداء، وأبو ذر الغفاري، وكانت دروس الفقه تعقد في حلقة حول المدرس الذي يجلس إلي أحد الأعمدة، ويعتبر مؤسس مدرسة مصر الدينية، هو عبدالله بن عمرو بن العاص.
حرق المسجد
وتعرض مسجد عمرو بن العاص للحريق والتخريب والهدم بسبب إحراق الفسطاط، فأثناء الحملة الصليبية على بلاد المسلمين، شعر الوزير شاور بالخوف من احتلال الصليبيين لمدينة الفسطاط، فعمد إلى إشعال النيران فيها، حيث كان عاجزا عن الدفاع عنها، واحترقت الفسطاط، وكان مما احترق وتخرب وتهدم جامع عمرو بن العاص، وعندما ضم صلاح الدين الأيوبى مصر إلى دولته، أمر بإعادة إعمار المسجد من جديد عام 568 هجريا، فأعيد بناء صدر الجامع والمحراب الكبير الذى تغطى بالرخام.
فى العهد العثمانى
وفى عام 1212م فى عهد العثمانيين قام الأمير مراد بك بإعادة بناءِ داخلِ الجامع بعد هدمه، إثر سقوط إيوانه وميل عُمُده، إلا أن القائمين على البناء لم يكونوا بمستوى العمل الكبير والمهمة العظيمة لمثل هذه المساجد الضخمة، فكان ترميم مراد بك غير منتظم ولا متناسق، غير أنه بنى بالمسجد منارتين هما الباقيتان إلى الآن.
ووافق الفراغ من ترميم مراد بك لمسجد عمر بن العاص آخر جمعة من شهر رمضان، فإحتفل بإفتتاحه، وأثبت تاريخ هذه العمارة فى ألواح تاريخية فوق الأبواب الغربية وفوق المحرابين الكبير والصغير.
هيكل الجامع الأصلي
على الرغم من أن هيكل الجامع الأصلي قد تم استبداله، فإن الأهمية التاريخية للمسجد كموقع لأول مدينة إسلامية في مصر وأول مسجد في إفريقيا لا تزال تجذب السياح.
وتم إطلاق العديد من الأسماء على المسجد، منها؛ “تاج المساجد” والمسجد العتيق. في الواقع، تختلف السمات الفعلية للمسجد عن جوانبها القديمة.