رئيس التحرير
عصام كامل

في مثل هذا اليوم من عام 1986.. "إيزيس" الحكيم ترى النور على أيدي كرم مطاوع وتحظى بإعجاب مبارك

سهير المرشدي في دور
سهير المرشدي في دور إيزيس

"إيزيس" هو اسم آخر مسرحية كتبها الأديب الكبير توفيق الحكيم متأثرًا بالأساطير القديمة، فحين عاش توفيق الحكيم في باريس، وشاهد المسرح هناك ووجد مأساة أوديب كتبها أربعة من الكتاب المحدثين، وقدمت على مسارح أوروبا، فكَّر في الاستعانة بأساطيرنا في خلْق مسرح عربى فكتب "أهل الكهف"، ولاقت نجاحًا مسرحيًّا وبدلًا من أن كان المسرح بعيدًا عن الأدب أصبح نوعًا من أنواع الأدب بالرغم من أنها مأخوذة عن نص قرآني، وكانت الخطوة التالية مسرحية "إيزيس" التي أصدرها عام 1955.


وفى عام 1956 نشرت مجلة “روز اليوسف” خبرًا أن الفرقة المصرية تعتزم إخراج مسرحية “إيزيس”، وكان توفيق الحكيم ما زال في باريس فأرسل خطابًا إلى إحسان عبد القدوس، رئيس تحرير روز اليوسف، يقول إن ما نشر لا علم له به، وأن مهمته في الحياة إفساح الطريق للشباب لتقديم إنتاجهم، ولأنه مسئول عن المسرح لن يدفع بمسرحيته لكي تمثل على المسرح.

 

الخبث الأبيض 

رد عليه إحسان عبد القدوس بأن توفيق الحكيم يتمتع بمزايا كثيرة، منها الخبث الأبيض الذى لا يخلو من الطيبة وخفة الدم؛ لأنه يعلم أنه لا يوجد إنتاج للشبان لتقديمه وأن مسرحية إيزيس جاءت في وقتها، ويدعو الحكيم إلى أن يقوم الشباب بإخراج المسرحية.

سهير المرشدي في دور إيزيس 

وجاء كرم مطاوع ليقدم مسرحية إيزيس عام 1986 في حفل افتتاح المسرح القومى بعد إصلاحه وتطويره في مثل هذا اليوم 2 يناير عام 1986 ليقدمها على مسرح جديد تمامًا ترأسه الفنانة سميحة أيوب.

 

خلاف مع مجنون ليلى 

وكان قد دار خلاف كبير في وزارة الثقافة حول مسرحية حفل الافتتاح هل هي “مجنون ليلى” تأليف أحمد شوقى، أم مسرحية “إيزيس” تأليف توفيق الحكيم، لكن انتصر الرأي القائل باختيار مسرحية إيزيس التي تدور حول قصة إيزيس وأوزوريس وحورس ابنهما واغتصاب الملك من اوزوريس وقتله ومحاولة ابنه الوصول إلى قاتله، وقيام إيزيس بجمع أشلاء جثته لبعثه من جديد، ليخرجها أستاذ المسرح كرم مطاوع.


خرج كرم مطاوع بالنص المسرحى لإيزيس عن بساطته، فخلق من الأسطورة القديمة أوبريت، يضم الرقص والغناء المصري والشامي وموسيقى الزار ومجاميع تزيد عن سبعين ممثلًا وممثلة.

صورة تجمع بين نجوم "إيزيس": الحكيم وكرم مطاوع وسهير المرشدي

رأي النقاد في "إيزيس"

قال النقاد، ومنهم حسن عبد الرسول الناقد المسرحى بجريدة الأخبار: إن كرم مطاوع لم يكن لديه وقت أطول قبل افتتاح المسرح، إضافة إلى مشاكل هيئة المسرح حول اختيار مسرحية العرض، بل إنه كان يجب التركيز على المواقف الإنسانية العميقة في المسرحية، كما أن هناك مشاهد في المسرحية كانت في حاجة إلى كتابة درامية حديثة، لو كان قد فعل هذا لكانت "إيزيس" أروع عملٍ إخراجي تم على المسرح المصري.

حضر رئيس الجمهورية حسنى مبارك وحرمه افتتاح المسرح القومى بعرض مسرحية “إيزيس”، ليقول إنه مع العمل المسرحى الجاد حتى لو تكلف تطوير المسرح 350 ألف جنيه.

 

حشد بطولى كبير 

مسرحية إيزيس تأليف توفيق الحكيم، أشعار وأغانى صلاح جاهين، موسيقى وألحان: هاني شنودة، اخراج كرم مطاوع وبطولة كرم مطاوع، سهير المرشدي مع مجموعة من شباب المسرح القومى، أحمد حمدي، سامية صالح، أسامة عبد الله، حنان مصطفى، أمل شرابي، سمير عامر، حمزة الشيمي،  نبيل بدر، ممدوح قاسم، أحمد حلاوة، محمود زكي، عبد اللطيف الشيتي، رضا الجمال.

 

اتهام بالتشويه 

انتقد الدكتور يوسف إدريس الإخراج لمسرحية “إيزيس”، واتهم كرم مطاوع بتشويه النص الأصلى لتوفيق الحكيم بالتركيز على الرقصات والأداء الحركي لعشرات الممثلين والديكورات الصاخبة على حساب الحس الإنساني واللحظات الحميمة داخل العمل، مثل اللقاء بين إيزيس وابنها بعد خمسة عشر عامًا.  

الجريدة الرسمية