جيروزاليم بوست: إسرائيل لن تهاجم إيران بعد الاتفاق النووي
رأت صحيفة ”جيروزاليم بوست“ العبرية، أن إسرائيل لن تهاجم إيران، على الرغم من أنه من المهم لها أن تشير إلى أنها تستطيع التصرف بشكل مستقل ضد برنامج طهران النووي حتى لو توصلت الولايات المتحدة والقوى العالمية إلى اتفاق نووي جديد في مفاوضات فيينا.
تجاهل الخدعة
وفي تقرير لها تحت عنوان ”تجاهل الخدعة.. فلن تهاجم إسرائيل إيران بعد الصفقة“، تساءلت الصحيفة ”هل يعتقد أي شخص حقًّا أن رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد عندما يكرران الشعار القائل بأن صفقة – حتى لو كانت سيئة – لن تؤدي على الأقل لبعض الوقت إلى تجميد العمليات الإسرائيلية ضد طهران؟“.
وقالت الصحيفة إنه ”طالما تجمد الصفقة التقدم النووي الإيراني، سيتحول نهج جهاز الموساد والجيش الإسرائيلي من التخطيط للهجمات إلى جمع المعلومات الاستخباراتية من أجل تسليط الضوء على الغش الإيراني“، موضحة أن هذا ما حدث بعد خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015.
وأضافت أنه ”منذ صفقة يوليو 2015 حتى يوليو 2020، لم تكن هناك عمليات هجومية كبيرة لتغيير قواعد اللعبة، إلى أن انسحبت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب من الصفقة في مايو 2018، وتباطأ التعمق في التخطيط لمثل هذه العمليات حتى توقف مؤقتًا.
وتابعت الصحيفة ”لم يكن حتى بعد أن بدأت إيران انتهاك الاتفاق النووي علنًا في مايو 2019، وأدان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران لعدم التعاون في الـ19 من يونيو 2020، حيث تم مهاجمة وتدمير منشأة نطنز النووية (التي تنسبها إيران إلى الموساد) بعد أسبوعين في الـ2 من يوليو.“
وأردفت ”وجاءت جميع العمليات الهجومية الإسرائيلية الكبرى الأخرى المبلغ عنها بعد ذلك، في وقت لم يكن فيه اتفاق فعال وكان هناك احتكاك عام بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبحسب ما ورد، هاجم الموساد أو جيش الدفاع الإسرائيلي إيران سرًّا مرتين خلال فترة بينيت لابيد؛ مرة في يونيو ومرة أخرى في سبتمبر.“
إبطاء البرنامج النووي الإيراني
وقالت إن ”مهاجمة إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية، هدفه إبطاء البرنامج النووي الإيراني في حالة عدم التوصل إلى اتفاق، لكن أي هجوم بمجرد توقف تقدم إيران النووي رسميًا، ستنظر إليه إدارة الرئيس جو بايدن والاتحاد الأوروبي على أنه إشعال حرب، وقد يؤدي إلى انتقام دبلوماسي فعلي أو حتى عواقب في مجالات المبيعات العسكرية والأمنية والتعاون مع إسرائيل.“
واختتمت ”جيروزاليم بوست“ تقريرها بالقول ”إذا كانت هناك صفقة جديدة في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، حتى لو كانت سيئة، فإن حرية إسرائيل في ضرب الأراضي الإيرانية، سيتم تقليصها بشكل كبير. لذلك، لن يقنع أي قدر من العبارات المتكررة إيران أو أي شخص آخر بخلاف ذلك.“
المنشآت النووية الإيرانية
في غضون ذلك، ذكر موقع ”تايمز أوف إسرائيل“ العبري، أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أنه حد بشكل كبير من قدرة إيران على نقل الأسلحة والمعدات عبر سوريا خلال العام الماضي من خلال الضربات الجوية، مشيرا إلى أنه يخطط لمواصلة القيام بذلك في عام 2022، إذ يأمل الجيش في أن تدق هذه الهجمات إسفينًا بين الرئيس السوري بشار الأسد وطهران.
وأضاف أنه ”في الوقت نفسه، يمضي الجيش قدمًا في استعداداته لضربة محتملة على المنشآت النووية الإيرانية، وسط محادثات مستمرة في فيينا بين طهران والقوى العالمية“.
وتابع ”بينما تتواصل الجهود لتطوير ما يشير إليه المسؤولون الإسرائيليون على أنه (تهديد عسكري موثوق به ضد برنامج إيران النووي، وعلى الرغم من الخطاب العدواني أحيانًا من قبل السياسيين الإسرائيليين وضباط الجيش الإسرائيلي، فإنه لا يزال من غير الواضح تمامًا ما إذا كانت إسرائيل ستنفذ بالفعل مثل هذه الضربة حتى لو كانت إيران على وشك تطوير سلاح نووي“.
ورأى الموقع أن ”مثل هذا الهجوم سيؤدي إلى انتقام واسع النطاق من قبل إيران بشكل مباشر ومن خلال وكلائها في المنطقة؛ ما قد يغرق إسرائيل في حرب ضخمة ومدمرة متعددة الجبهات“.