رئيس التحرير
عصام كامل

ظاهرة آن لها أن تنتهي!

اختبارات القبول بالكليات العسكرية والشرطية يجب ألا تعرف المحاباة والمحسوبية ولا تفرق بين غني وفقير ولا بين ابن وزير وابن خفير، فالكل أمامها سواء لا فضل لأحد على الآخر إلا بالكفاءة والجدارة والاستحقاق.. وهكذا تتحقق العدالة وتكافؤ الفرص والنزاهة والمساواة؛ ذلك أن تطوير القوات المسلحة لا يتوقف، بل يتطلب كما قال الرئيس السيسي انتقاء مقاتل محترف، ملم بعلوم العصر وتقنياته، مقاتل قادر على التعامل مع ما تعيشه مصر من تحديات، وما تخوضه من حروب وجود لا تتوقف.

 

العدل بين الناس

 

لا شك أن ما يريده الناس هو ذاته ما يريده الرئيس، ويعمل على تحقيقه.. فقد عشنا أياما كان التوريث هو سمة العصر؛ فابن الطبيب طبيب، وابن أستاذ الجامعة أستاذ، وابن القاضي قاضٍ.. وهي ظاهرة آن لها أن تنتهي، فهي لا تليق بمباديء الجمهورية الجديدة التي تسعى لتقليل تدخل العامل البشري في الخدمات والاختيارات، وجعل المعيار هو الكفاءة والقدرة والعلم والجدارة.. فالعدل فضيلة الأب والابن، القاضي والشاهد، الحاكم والمحكوم، البائع والمشتري، وكل من يأخذ ويعطي، يثيب ويعاقب، بغض النظر عن مقدار ما يعطي وما يأخذ..

 

فكل هؤلاء جميعًا مخاطبون بأوامر قرآنية لا تخص فئة دون أخري.. يقول تعالى: " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا"؛ فالعدل هو الإرادة الراسخة والدائمة لاحترام الحقوق كافة وأداء الواجبات كلها.. العدل ضد الظلم، ويراد به إعطاء كل ذي حق حقه بلا بخس ولا نقصان ولا إفراط ولا تفريط؛ ومن هنا حث عليه القرآن وجعله هدفًا لرسالة الإسلام كما هو هدف لرسالات السماء كافة.. يقول الله تعالى: "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ " (الحديد:25).

 

وغاية رسالات السماء واحدة على اختلاف أزمانها وأماكنها والمخاطبين بها، فقد جاءت لتنشيء مباديء الحق والعدل، وهي تقيم ميزانًا واحدًا تقيس به أعمال البشر، فلا محاباة لجنس على حساب آخر، ولا تمييز للون على آخر؛ وهو ميزان من شأنه أن يقيم العدل بين الناس لأن منزله هو رب العالمين، "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" ( الملك:14).. وهو بهذه الربوبية لا يظلم أحدًا من خلقه ولا يحابي أمة على حساب أخرى "مَّنْ عَمِلَ صَٰلِحًا فَلِنَفْسِهِۦ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا  وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّٰمٍۢ لِّلْعَبِيدِ" (فصلت: 46).

 

 

الله وضع للناس منهجًا يضمن لهم الحياة في ظلال الحق والعدل "إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ".. ومن حسن الطالع أن رئيسنًا يعمل على تحقيق العدل والمساواة بين الناس جميعًا، ويسعى لاستئصال شأفة الفساد بحسبانه ظلمًا كبيرًا يحرم الوطن والمواطنين من فرص مستحقة في التنمية والرخاء.

الجريدة الرسمية