موظف التجمع واستقالة من الحياة!
حتي انتهاء التحقيقات علي الأقل في قضية انتحار موظف التجمع الخامس الذي يعمل بإحدي الشركات الفرنسية فإنه لا يمكن لنا أن نوجه الاتهام لأحد ولا نفيه عن أحد.. ربما تتغير اتجاهات التحقيقات بالكامل أو قد تثبت بالكامل.. لكن ورغم ذلك وحول الحادث المؤلم الذي إنتهي بحياة شاب يعول أسرة وهو إبن أسرة وهو إبن عائلة وهو إبن حي وشارع وكل هؤلاء مع أصدقائه سيحزنون للغاية وربما حزن زملاؤه يقول الكثير..
سيندم من إضطهده في عمله -إذا إضطهده- مستغلا ضعفه لحاجته إلي الوظيفة لحاجته منها إلي المال لديون تطارده ولحياة قاسية لا ترحم تطلب منه تكاليفها! أو سعيا لإرضاء الرؤساء للترقية رغم الترقية الحالية.. أو تلبية لنداء عقد نفسانية مزمنة لم ترحم مرضه أو ظروفه!
الآن.. يندم الجميع.. ولسان حالهم يقول: "ليتنا تركناه يعمل كذا وكذا" و"ماذا لو قدرنا ظروفه" وسيندم من ضغط عليه لرد ما اقترضه منه أو طالبه بالتزامات تكلفه فوق طاقته.. لكن السؤال: ما فائدة أي ندم هنا؟ هل سيعيد الراحل إلي الحياة؟ هل سيشفي جراح أسرة الراحل الصغيرة أو الكبيرة؟! هل سيمسح -الندم- دموع لا أول لها ولا آخر حتي ممن تأثروا بالحادث ولا يعرفون الموظف المنتحر؟!
للأسف.. ورغم انتظارنا لنتائج التحقيقات إلا أن القسوة بالفعل باتت أسلوب حياة عند الكثيرين ومنهج البعض ممن امتلكوا أي قدر من السلطة علي غيرهم.. من سائق الأجرة إلي أصحاب وظائف ومهن بل وإلي أباء وأمهات يقتلون أولادهم بلا رحمة تحت وطأة التعذيب!
شيء ما خطأ.. أشياء كثيرة خطأ.. مجتمعنا يحتاج إلي فحص شامل.. وكافة المؤسسات المعنية بالأمر.. من وزارة التضامن إلي مراكز البحوث الاجتماعية.. إلي كليات الطب النفسي وأقسام علم النفس.. والمجالس القومية للمرأة والطفل.. كأنهم جميعا لا يعنيهم الأمر..
ولله الأمر من قبل ومن بعد!