صلاح جاهين.. معركة واحدة خاسرة!
يقول هو بنفسه عن نفسه -ونحن نكتب عنه في ذكري مولده اليوم- إن الكسل كان أحد مشاكله الكبري.. ولما عمل بالصحافة وجد نفسه قادرا علي "توضيب" صفحات الصحيفة أو المجلة ، وهو ما يسمي في العمل الصحفي "إخراج أو رسم الصفحات" وهو الشكل الذي تبدو عليه صفحات الصحيفة أو المجلة بعد توزيع الموضوعات الصحفية، واختيار الموضوع الرئيسي وباقي الموضوعات بعناوينهم وصورهم وغيرها.. ثم كانت موهبة الرسم الذي قال له من حوله إنه موهوب فيه.. فبدأ يرسم ومع الكسل يبدأ في الرسم متأخرا مما دفعه ليرسم علي عجل.. كي يلحق طبع الجريدة.. ومع السرعة كانت خطوطه التي تميز بها ومعها جاء لونه في الكاريكاتير الذي يحتفظ الأرشيف الصحفي المصري بأغلب أعماله !!
ومع الموهبتين السابقتين جاء الشعر. موهبته الأساسية التي بهر بها العالم.. بكل هذا التنوع في التناول وفي الألوان.. أغاني وطنية وعاطفية.. أوبريتات.. رباعيات.. حتي كان المؤرخ الحقيقي لثورة ٢٣ يوليو وسيرة قائدها ورمزها جمال عبد الناصر.. وكافة معاركها وما جري في مصر من تغيرات جذرية هائلة وتحديات كبيرة تعرضت لها مصر.. حتي كانت السبعينيات التي دفعته إلي الكتابة السينمائية ليقدم للسينما العربية أعمالا مهمة حجزت لنفسها مكانا مهما في تاريخ السينما المصرية!
مع التحولات الكبري في مصر والمنطقة إنهارت العزيمة الكبري للرجل.. رمز المرح والفرح.. ومصدر البهجة والسعادة لكل من إقترب منه بل لمصر كلها.. وانتصر عليه الإكتئاب ربما في أول هزيمة شخصية يتعرض لها (بعض النصابين يقولون إنه مات مكتئبا بسبب ٦٧! رغم أنه كتب وأبدع بعدها كثيرا دون أن تتغير قناعاته ورحل بعدها بـ ١٩سنة كاملة).. وانتهي الاكتئاب بالرحيل المبكر.. فكل هذا المجد ويرحل المبدع العظيم عام ٨٦ في منتصف خمسينياته!
صلاح جاهين يستحق كتابا.. وليس مقالا. حتي نستطيع أن نتحدث عنه بما يوفيه يعض حقه.. وبعض ما يستحقه!
