عيد النصر وتصورات شيطانية!
يمكن أن نتصور مظاهرات في لندن ضد العدوان الثلاثي على بلد يسعي للحرية ويتطلع لبناء نفسه.. وحدثت المظاهرات بالفعل.. لكن كيف نتصور تطاولا في مصر نفسها وبأثر رجعي ضد قرار تأميم قناة السويس؟!
يمكن أن نتصور أن تسعى الأجهزة المخابراتية الإسرائيلية إلى الانتقام من مصر لفشل العدوان الثلاثي وإلى زرع الإحباط عند الشخصية المصرية وإقناعها بعدم قدرة وطنها على الصمود أمام دول عظمى.. وتتمكن هذه الأجهزة من توظيف الجماعة المنحلة في ذلك في دور تقوم به دائما ضد تطلعات شعبنا.. لكن كيف نتصور أن من يقول بهزيمة مصر في حرب ٥٦ صحفيون و"مستأرخون" مصريون يتصدرهم وسيم السيسي ولميس جابر وصلاح منتصر ويوسف زيدان وسليمان جودة؟!
نتصور أن أجهزتنا الإعلامية ومؤسساتنا السينمائية أن تكون طوال النصف قرن الفائت وحتى ٢٠١٤ -قبل تكريم الرئيس السيسي لفدائيي بورسعيد في ٢٠١٧ - قد أنتجت أعمالا فنية عديدة عن ملحمة انتصار الإرادة المصرية وعودة ممتلكات شعبنا وقناته إليه والثأر لمن حفروها وماتوا فيها قهرا وتعذيبا لكن كيف نتصور أن ذلك لم يحدث وأن الأعمال الدرامية عن انتصار مصر وهزيمة بريطانيا وانهيار الامبراطورية البريطانية هنا على أرضنا تمت في بريطانيا نفسها! ومحاكمات تاريخية لزعماء هذه الفترة!
يمكن أن نتصور أن تقوم أحزاب يمينية فرنسية متطرفة بالمطالبة باحترام تمثال ديليسيبس باعتباره من وجهة نظرهم -وهي نظرة- استعمارية عنصرية -رمزا فرنسيا.. لكن كيف يمكن تصور أن تأتي هذه المطالب ممن يحملون الجنسية المصرية!
شرفاء شعبنا.. وهم الأغلبية الكاسحة منه.. سيحيون اليوم ٢٣ ديسمبر من جديد الاحتفال بعيد النصر.. وسوف يحيون بكل إجلال تضحيات أبناء بورسعيد الحرة الأبطال.. وسيترحمون علي أرواح الشهداء.. المجد كل المجد لهم!