حكاية عائلة صعيدية أدخلت تجارة أسلحة الصيد والنارية المرخصة لمصر | صور
بعد أن تعبر ميدان أحمد حلمي وتتجه إلى أول شارع شبرا من ناحية منطقة رمسيس، تجد على يمينك وسط زحام المحال الكثيرة المتراصة على الجانبين، تثير انتباهك لافتة مكتوب عليها "أسلحة أبو ضيف"، هذا المكان الذي يعود تاريخه وتاريخ اسمه لعشرات السنوات، وتحديدا لعام 1948، حينما نجح الجد أبو ضيف في إدخال تجارة السلاح المصري المرخص لأول مرة، ثم بعد ذلك أصبح يتاجر وأبناؤه في أسلحة الصيد بكافة أنواعها وأحجامها، منذ أن كان السلاح يباع بـ20 جنيها حتى وصل الآن إلى 20 ألف جنيه.. فما القصة ؟
القصة ومافيها
بدأت قصة الجد "أبو ضيف" في عام 1948 حينما كان يعيش في إحدى قرى مركز طهطا التابع لمحافظة سوهاج بصعيد مصر، قبل ذلك الوقت بوقت قليل كان المصريون لا يعلمون ما يدور حول تجارة الأسلحة المرخصة في مصر سواء النارية أو أسلحة الرش المستخدمة في الصيد، فوفقا لمعتز أبو ضيف أحد أحفاد أبي ضيف، والذي يمتلك مع أبناء عمومته من الرجال والنساء محال بيع الأسلحة المرخصة من القاهرة وحتى أسوان، فإن الجد هو أول من أدخل هذه التجارة بشكلها المتعارف عليه الآن إلى مصر فيقول لـ فيتو:" إحنا أقدم تجار سلاح في مصر، وأول تاجر مصري للسلاح المرخص كان جدي أبو ضيف، تأسيس من عام 1948 وحتى اليوم، وفي الأساس كنا تجار أسلحة حقيقية مسدسات حقيقية والبنادق الخرطوش التي تستخدم في الصيد، وبنادق الرصاص وكذلك مسدسات الصوت وبنادق الرش المستخدمة في صيد الطيور".
رحل الجد وورث الأبناء التجارة عن أبيهم وكذلك الأحفاد بدورهم كمعتز وشقيقه شريف وغيرهما حتى نساء العائلة يعملن بالتجارة ذاتها، لذلك بدأ معتز المسئول عن فرع المحال في شارع شبرا في سرد الحكاية لنا، وكيف حافظوا عليها حتى اليوم وتجارة أسلحة الصيد والأسلحة الحقيقية من ماركات ويلتر الألمانية وسميث آند ويسون وكلوك وبراونيج وغيرهم، وكيف يتعاملون مع كل من يريد أن يحمل قطعة سلاح حقيقية، وفي الوقت ذاته مع من يهوى صيد البط أو العصافير أو الحمام ويبحث عن بندقية ذات سعر مناسب له أو لأحد أبنائه.
يمنح القانون المصري لبعض الفئات حيازة الأسلحة النارية، في حالة إذا كانوا من أصحاب الأملاك والشركات أو من الشخصيات العامة، فضلا عن السماح لبعض أصحاب المهن حيازة السلاح الناري مادام بهدف الدفاع عن النفس، كما يصرح القانون أيضا حيازة مسدسات أو بنادق الصوت وضغط الهواء ولكن وفقا للشروط والإجراءات التي صدر بها قرار من وزارة الداخلية.
وفيما يتعلق بالمواد الخاصة بالعقوبات على كل من يحمل سلاحا حيا بدون ترخيص، بأن يعاقب مدة لا تقل عن 3 أشهر وغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تزيد 5000 جنيه لكل ما أحرز أو حاز سلاح ناري بدون ترخيص.
ويقول: " زمان كانت أدوات الصيد والأسلحة عموما حركة تجارتها غير الفترة الحالية تماما لأن الترخيص بالنسبة للمواطنين كان أسهل مما هو عليه الآن كان أي حد معاه قطعة أرض أو بيت ومحتاج يحمي نفسه ممكن يكون معه سلاح مرخص أما الآن فالأمر مختلف تماما والعملية اصبحت تعتمد على التقديم لعدد محدود من المواطنين، لكن هذا الأمر ينطبق على الأسلحة الحقيقية فقط أما بنادق الرش المستخدمة في الصيد فأي حد يمكنه أن يستخدمها بكل سهولة ويمكن من سن عشرسنوات". لم نستطع أن نطلع على أنواع الأسلحة النارية والصوت التي يبيعها معتز وأشقائه في المعرض فقوانين العمل تحظر مشاهدة الأسلحة أو مجرد عرضها على المترددين على المكان، باستثناء من يحضرون بتصريح مكتوب من الجهات المعنية بأحقية الزائر الإطلاع على سلاح ناري أو مشاهدته.
البندقية الرش
لم تكن حركة تداول الأسلحة في الماضي تختلف عما هي عليه الآن من حيث التشريعات والقوانين فقط ولكن في شكلها وأماكن الصناعة والاستيراد أيضا، وكذلك السعر ففي محلهم الأول الذي كان يقع في مسقط رأس الجد بمحافظة سوهاج، كان سعر البندقية المستخدمة في الصيد لا يتجاوز الـ 20 جنيه، "زمان كان هناك في مصر مصنع يصنع هذه البنادق وكنا نستورد أيضا من أسبانيا ألمانيا بعض الأنواع الأخرى وإنجلترا أيضا، والأشكال تختلف مثل السيارات وهناك فرق في القوة والصناعة والخامة، فيه بندقية خفيفة وأخرى ثقيلة، الأشكال تتغير طبعا وإحنا من أيام الملك فاروق حتى اليوم!".
في وقتنا الحالي ارتفعت أسعار أسلحة الصيد بشكل كبير، ولكن معتز وأفراد عائلته يحاولون أن يجدوا ما ينفع كافة شرائح المجتمع وليست الشريحة "الميسورة " فقط، لذلك يمكنك أن تجد بندقية للصيد لا يتجاوز سعرها الـ 2000 جنيه وبها العديد من الإمكانيات التي تساعد كل شخص محب لصيد الطيور ولم يمتلك مبلغ عالِ لشراء البندقية التي يصل سعرها إلى حوالي 15 أو 20 ألف جنيه.
"هذه سلعة ترفيهية مش كل الناس بتقدر تشتريها لكننا بنحاول نوفر لكل الناس لو حد عايز في حدود 2000 بنقدر نوفرها، حتى لا نقتصر على فئة معينة من الشرائح مش هنواكب كافة المواطنين".
مشاهير ترددوا على المحل
مازال معتز أبو ضيف يتذكر حكايات الجد والتي نقلها إليهم الوالد عن زيارات الفنان الراحل محمد فوزي للمعرض لشراء أسلحة الصيد أو مسدسات الصوت، والفنان الراحل سمير غانم أيضا، فضلا عن المشير أبي غزالة الذي كان صديقا مقربا للجد، يتابع معتز في حديثه عن المشاهير الذين ترددوا على المعرض:" الفنان محمد رمضان جه اشترى مني مسدس صوت من قبل لتصوير أحد أفلامه، وفيه مشاهير كثر بيأتوا للمعرض من وقت لآخر".
