جائزة العلم والعلماء
كنت قريبا منها منذ ولادة الفكرة، وبعد مرور أربع سنوات عليها، وبعد أن زاد اهتمام وإقبال علماء مصر على المشاركة فيها، أصبحت كيانا ناضجا ومهما فى عالم الاهتمام بالبحث العلمى. عن جائزة الدكتور محمد ربيع ناصر للبحث العلمى أتحدث، بعد أن شهدت احتفالية كبرى بإعلان جوائزها للعام الرابع على التوالى، حضرها لفيف كبير من علماء مصر الأجلاء وشخصيات عامة ووزراء ومحافظون وعدد كبير من أصحاب الأقلام المصرية ليلة السبت الماضى.
ضجت القاعة الكبرى بأعداد كبيرة من الحضور، والحضور هنا لم يكن للاستمتاع بمطرب أو مطربة، ولا بلاعب كرة قدم أو يد أو سلة، ولم يكن الحضور العلمى إلا تظاهرة فى تقدير العلم والعلماء.. انتظر الجميع إعلان أسماء الفائزين بالنسخة الرابعة التى تهتم بأطر أربعة: أولها جائزة التفوق والريادة ترسيخا لفكرة التواصل بين الأجيال، والمجال الثانى للعلوم الطبية، والثالث للعلوم الهندسية، والرابع للعلوم الإنسانية.
تكريم الرواد
قامت أمانة الجائزة بتكريم عدد من رواد العمل العلمى والاجتماعى فى بداية الحفل، وكان على رأس الحضور السيد القصير وزير الزراعة، ومحمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس لشئون الصحة، والفريق مهاب مميش مستشار الرئيس لشئون قناة السويس وإدارتها، والمستشار أحمد سعد وكيل أول مجلس النواب، والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى الأسبق، والدكتور سيد عبد الخالق وزير التعليم العالى الأسبق، والدكتور أحمد ذكى بدر وزير التعليم الأسبق، ووزير التنمية المحلية الأسبق، والدكتور إبراهيم فوزى وزير الصناعة الأسبق، والأستاذ طاهر أبو زيد وزير الرياضة الأسبق، والدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، والدكتورة منال عوض محافظ دمياط، ولواء أركان حرب عماد زكى قائد قوات الدفاع الشعبى العسكرى، وحضر أيضا كوكبة من رؤساء الجامعات والسادة النواب والأساتذة من مختلف الجامعات المصرية ولفيف من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ ورؤساء مجلس إدارة العديد من الصحف القومية والخاصة.
وعندما اعتلى الدكتور عوض تاج الدين، مستشار الرئيس للشئون الوقائية، للحصول على جائزة الرواد، قال كلمة مؤثرة عن التفكير فى إنشاء مدينة الدواء، عندما سأله الرئيس السيسى: هل يمكن لنا أن نكون رقما فى قضية البحث العلمى؟ وماذا نحتاج لتحقيق هذا الهدف؟ قال الدكتور عوض تاج الدين: البحث العلمى بحاجة إلى توفير ثلاثة عوامل، أولها: البشر، ومصر غنية بأبنائها، والثانى: البيئة العلمية، ولدينا جامعات أصبحت رقما مهما فى النشر العلمى على مستوى العالم، والثالث: هو التمويل.
وهنا سأله الرئيس: كم نحتاج تمويلا لذلك؟ أجاب الدكتور عوض: قرابة المليارين من الجنيهات.. وهنا زف الرئيس إليه البشرى.. لا تقلق فلدينا ما هو أكثر من ذلك.. وتحدث الدكتور عوض تاج الدين عن دور شركات الدواء المصرية التى غطت السوق المصرى أثناء جائحة كورونا، وأكد على أن البحث العلمى واحد من أهم أدوات الأمن القومى المصرى، مثمنا الدور الذى يقوم به الدكتور محمد ربيع ناصر بإطلاقه ل جائزة البحث العلمى، داعيا الجامعات الأخرى للاهتمام بهذا الأمر دعما لعلماء مصر والبحث العلمى، باعتباره قاطرة النجاة من الأزمات.
وعندما صعد الدكتور محمد عبدالوهاب، رائد زراعة الكبد وجراحة الجهاز الهضمى، للحصول على جائزة التفوق والريادة، حكى قصة مثيرة عندما حضر مؤتمرا طبيا فى اليابان، وقالت مقدمة حفل الافتتاح جملة واحدة: "قبل خمسة آلاف عام ولد الطب والأدب والفن فى مصر القديمة، وهنا انتهى بهم المطاف فى اليابان".
وحصل الدكتور محمد لبيب، أستاذ المناعة بجامعة طنطا بجائزة العلوم الطبية، كما فاز الدكتور محمد عبد المنعم بجائزة العلوم الهندسية، وقررت أمانة الجائزة تكريم عدد كبير من الشخصيات التى أثرت الحياة فى مصر وفى مجالات مختلفة، كان من بينهم الأستاذ الدكتور السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، وأ.د سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى الأسبق، وأ.د أيمن مختار محافظ الدقهلية وأ.د منال عوض محافظ دمياط.