المال وحده لا يكفي
أعطى الله سبحانه وتعالى لكل منا نصيبه في الحياة شاء من شاء وأبي من أبي إلا أن شكاوى الحرمان والشظف وضيق الحال وقلة ذات اليد والثراء الفاحش وطول اليد والقدم والحول هي حكايا دائما ما نجدها في دنيانا بين بائس فقير معدم وغني فتح الله ومنحه بعض ما قد يتمناه الآخرون وما بين هذا وذاك فإن لغة المال وحدها لا تكفي في هذه الحياة.
الأسبوع الفائت وربما خلال الشهر الفائت أيضا كنا على موعد مع ثلاث قضايا كبرى أبطالها أبناء مشاهير ورجال أعمال توفرت وتيسرت لهم بعض متع هذه الحياة إلا أنها لم تمنع عنهم بعض الكوارث والمحن التي نختبر بها جميعا ولعل آخرها كان حادث الفنانة شريفة ماهر وأنجالها التي ما زالت فصولها تذاع ليل نهار من عقوق وجحود ونكران بين الأم والأبناء، وقبلها بأسابيع كنا قد شهدنا واقعة ابنة الفنان الكبير رشوان توفيق وهي واقعة قمة في الجحود والنكران لرجل أعطى لأبنائه كل ما يمتلك حسبما يقول، إلا أن إحداهما استكثرت عليه ذلك، وراحت تقاضيه أمام المحكمة، وهي قصة فيها ما فيها من العبر والمآسي أيضا في مجتمع ما زال يقدس دور الآباء وحرصهم على حياة أبنائهم، وما زال يعرف ويحارب عقوق الوالدين حتى وإن كانا مخطئين.
أما الواقعة الثالثة فبطلها أحد أبناء الأثرياء الذي أعطاها الله بسطة في المال والجسم إلا أنه لم يوظف ما آتاه الله في المكان الصحيح وراح يتعاطى المسكرات والمخدرات حيث قتل أربعة شباب مثله لا حول ولا قوة لهم في لحظة غياب عن الوعي، ربما تظهرها بعض أفلامنا السينمائية لهؤلاء المعدمين المكلومين ممن يعانون من الحرمان المادي والعاطفي، وهي صورة تبدو مخالفة تماما لواقع هذا الشاب الذي بسط الله له الرزق وآتاه من حيث لا يحتسب، فهل يقتنع البعض بأن المال وحده لا يكفي؟