السادة الإعلاميون.. انتبهوا
لا أخفي اندهاشي واستغرابي مما حدث ويحدث من أخطاء طبية تحدث كل يوم، وتصدير صورة سيئة عن الكوادر الطبية في مصر، بل والمجال الطبي بأجمعه، رغم أن أطباء مصر في الخارج يسطرون صورة ولا أروع عن تعليم الطب في مصر، وكليات الطب في مصر من أفضل الكليات على مستوى العالم، وبها كوادر طبية مميزة ولها سمعة دولية، ولا أدل على ذلك من تهافت بعض الدول على خطف هؤلاء الأطباء للعمل لديها بامتيازات غير مسبوقة، كما أن أطباء مصر في الخارج هم عنوان هذا البلد وتاريخه الطبي العريق عالميا وقاريا ومحليا..
نماذج طبية
ورغم كل ذلك فقد تناول إعلامنا- للأسف- مقروءا ومرئيا خلال الأسابيع الماضية حادثتي الخطأ الطبي للإعلامية إيمان الحصري للحديث عن الخطأ الطبي الذي حدث لها بأحد المستشفيات الشهيرة -طبعا- استدعى سفرها إلى ألمانيا للعلاج والعودة بسلامة الله إلى أرض الوطن، كما تناول -أيضا- واستضاف الفنانة ياسمين عبد العزيز التي حدث لها هي الأخرى خطأ طبي أيضا بأحد المستشفيات، ولولا دعوات الملايين لما قدر لها العودة من سويسرا -أيضا- إلي أرض الوطن حسبما قالت.
وهذه النماذج وإن كانت موجودة ومتحققة فعلا على أرض الوطن، فهي ظاهرة عالمية موجودة في كل أنحاء العالم، ولا ينبغي أن تكون عنوانا مثيرا أو مادة للاستهلاك المحلي ما يؤدي إلى تشويه وخلق صورة مغايرة للقطاع الطبي في مصر الذي يحفل بالعديد والعديد من قصص النجاح في علاج الحالات المستعصية والحرجة أيضا، كما أن هناك الملايين ممن لا يقدرون على السفر للخارج ويتم علاجهم من هذه الأخطاء أيضا داخل مصر، التي ما زالت حبلى بالكثير والكثير من الأطباء العباقرة والعالميين والأمثلة على ذلك كثيرة إن تعد فلا تحصى..
ولا يمكن إغفال دور مؤسسات طبية عريقة في مصر كانت وما زالت ملء السمع والبصر، وفي النهاية لا يسعني إلا التذكير بأننا بشر نخطئ ونصيب، وأن الخطأ الطبي وارد لكن يجب عدم تهويله بل يجب خضوع من أخطأوا للتحقيق ومعالجة هذا الخطأ ليس بخطأ أكبر عبر تسويد الصورة وإهالة التراب على كل ما يقوم به القطاع الطبي في مصر من جهود نحن في أشد الحاجة إليها.. والله من وراء القصد.