فى مثل هذا اليوم عبد الناصر يكرم الأدباء والفنانين فى عيد العلم
أصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرارا فى عام 1958 بتحديد يوم 21 ديسمبر من كل عام موعدا للاحتفال بـ عيد العلم في عهده ويوافق هذا اليوم هو يوم افتتاح جامعة القاهرة عام 1908.
وجرت العادة على الاحتفال بعيد العلم منذ عام 1944 في يوم 17 أغسطس من كل عام في عهد الملك فاروق الذى كان يلقى خطبة سنوية بمناسبة هذا اليوم.
تكريم الدكتور طه حسين
وأقيمت احتفالات عيد العلم عام 1958 بقاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة بتكريم العديد من النوابغ في مصر بجميع المجالات بحضور الرئيس جمال عبد الناصر.
وكان الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى هو أول من احتفى به في عيد العلم بعد الثورة، ومن أهم الشخصيات التي تم تكريمها في هذا الاحتفال أيضا بمنحهم جائزة الدولة التقديرية في الشعر الشاعر عزيز أباظة وفي الآداب راغب عياد وفى الفنون محمد مرسي وفى العلوم عبد الوهاب مورو، وتم منح وسام الجمهورية من الطبقة الثالثة إلى الشيخ مصطفى إسماعيل.
سيدة الغناء العربى
بعده فى عام 1960 تم تكريم الأديب عباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم، وأيضا تكريم سيدة الغناء العربى أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والشاعر أحمد رامى.
وكما نشرت مجلة المصور عن احتفال عيد العلم عام 1960 قالت: حرص الرئيس جمال عبد الناصر على تكريم عدد كبير من العلماء والفنانين إيمانا بقدرة هاتين الفئتين على الارتقاء بمصر وشعبها في عيد العلم الذي افتتحته بالغناء فايدة كامل بأغنية (افتحوا بالعلم أبواب الحياة)..
في الصفوف الأولى جلست السيدة أم كلثوم والفنان محمد عبدالوهاب والفنان يوسف وهبي، والذين حصلوا على أوسمة استحقاق الفنانين بعد تكريم العلماء في الاحتفالية من "ناصر" ومعهم الفنانين عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش.
ومن داخل جامعة القاهرة ألقى الرئيس جمال عبد الناصر خطابا قال فيه: “إن تكريم العلماء والفنانين ليس انعزالا عن الأحداث التي تدور حولنا لكنه في يقينى تفاعل حى مع هذه الحوادث، أن الفن في حقيقة أمره مظهر حى للحرية”.
والفن هو انطلاقة الإنسان الحر لاستكشاف نفسه، والعلم هو انطلاقة الإنسان الحر لاستكشاف الكون من حوله، ذلك أن الإحساس بالحرية يدفع الفنان إلى الخلق الفنى، ويتحول بعد الخلق إلى قوة دافعة نحو مزيد من الحرية التي هي مقدمة للفن والعلم والمزيد، منها في الوقت ذاته نتيجة حتمية للفن والعلم وكليهما يكمل الآخر في كفاح الأمة الواحدة، الفن يصبح أقوى الأسلحة في معركة الحرية السياسية ضد الاستعمار وضد الاستغلال ثم يجيء دور العلم ليصبح السلاح الأكبر في معركة الحرية الاقتصادية والاجتماعية لصنع المجتمع الحر.
معركة التطوير
وأضاف الزعيم الراحل: “وما زال في ذاكرتنا كثيرا من الأعمال الفنية كانت من أكبر مصادر الإلهام في كفاحنا الوطنى، كذلك ما زالت في أسماعنا أصداء أناشيد كانت من أقوى ما حملنا معنا إلى ميدان القتال من عتاد، وكانت الكلمة مثل قوة طلقة الرصاص في نضالنا وكذلك كان النشيد وكانت لمسة الضوء واللون على الورق، وها نحن نخوض معركة التطوير الكبرى وفى مقدمة الصفوف الأولى من تحتنا يسير العلماء وهم الآن بالمئات في المعامل وفى المصانع، في الحقول وفى المناجم يبحثون عن الحل للمشكلات المستعصية، ويجدون الوسائل للغايات الكبرى ويقودون المجتمع الجديد إلى الآفاق التي طالما تطلعنا إليها”.