من خوف عبد الناصر لشقة التحرير.. قصة عجيبة وراء إنشاء وكالة أنباء الشرق الأوسط
في مثل هذا اليوم 15 ديسمبر 1955 بدأ تأسيس وكالة انباء الشرق الأوسط كشركة مساهمة مصرية تملكها دور الصحف المصرية، وبرأس مال لم يتجاوز في ذلك الوقت 20 ألف جنيه مصري.
وبعد عدة أشهر قامت الحكومة المصرية بشراء 50% من رأس مال الوكالة، وفي 8 فبراير 1956 صدر قرار مجلس الوزراء المصري بإنشاء الوكالة رسميًا، وفي 28 فبراير بدأت وكالة أنباء الشرق الأوسط توزيع أولى نشراتها باستخدام جهاز الرونيو لمدة شهرين لتبدأ بعدها بث نشراتها باستخدام أجهزة "التيكرز " كأول وكالة إقليمية في الشرق الأوسط.
في عام 1960 صدر قرار بتأميم الوكالة مع باقي المؤسسات الصحفية وأصبحت تتبع وزارة الإعلام حتى استقر وضعها عام 1978 بوصفها "مؤسسة صحفية قومية" تتبع مجلس الشورى مثلها في ذلك مثل باقي المؤسسات الصحفية القومية في مصر.
وكالة انباء حاتم
ويحكى الدكتور محمد عبد القادر حاتم وزير الثقافة والإعلام السابق قصة إنشاء وكالة أنباء الشرق الأوسط فى مجلة الجديد عام 1973 فيقول: عندما قامت الثورة عام 1952 وكنت أحد الضباط في القوات المسلحة عيننى جمال عبد الناصر مديرا لمكتبه، فاقترحت عليه إنشاء وكالة مصرية عالمية للأنباء، فكان رد عبد الناصر أنه من الصعب على مصر أن تنشئ وكالة أنباء عالمية مثل رويترز، يونايتد برس وفرانس برس.
وكالة خاصة
وقد حاول بعض المصريين من قبل الاجتهاد في تأسيس وكالات أنباء وفشلت محاولاتهم ومن هنا خشى عبد الناصر من أن ننشئ وكالة فتفشل، فأخبرته بأنى سأنشئ وكالة بمرتبى ـ وكان 65 جنيها شهريا ـ في ذلك الوقت.
استأجرت شقة في ميدان التحرير وأحضرت بعض الموظفين الذين كانوا يعملون معى في ترجمة الصحف الأجنبية والاستماع السياسى للإذاعات المختلفة، وكنا نقوم بإعداد نشرة ونبيعها باسم وكالة أنباء الشرق الأوسط لجميع الجهات الأجنبية الموجودة في مصر، وهى كثيرة مثل السفارات.
وبعد ثلاث شهور من عمل الوكالة بنجاح وكانت باسمى أبلغنى عبد الناصر بأن نجعلها وكالة رسمية يكون اسمها وكالة أنباء الشرق الأوسط، وإذا بالبلاد العربية كلها تطلب من مصر أن أقوم بتنظيم وكالات على نمط وكالة أنباء الشرق الأوسط فكان لمصر الريادة في هذا الموضوع.
أنشأت بعد ذلك هيئة الاستعلامات عام 1956 وانشغلت بها وطلبت من الصحفى جلال الدين الحمامصى أن يكون مديرا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، كما استقدمت الصحفيين سعيد سنبل ومحسن محمد ومصطفى نجيب وشريف منصور وعددا آخر من الصحفيين الذين بالعمل معى في الوكالة.