بوتين وفخ أوكرانيا !
يحق لروسيا أن تؤمن حدودها.. الاستفزاز الأوكراني بلغ مداه ولا يمكن أن تقبل روسيا بقوات لحلف الناتو بصواريخها وراداراتها وأجهزة تنصتها شديدة الخطورة علي حدودها.. لكن ذلك شيء وتكرار سيناريو أفغانستان شي آخر.. فردود الفعل الغربية الباردة الملتزمة بالتلويح بفرض عقوبات علي روسيا باعتبار ذلك أقصي ما يمكن فعله لدعم أوكرانيا يذكرنا بما جرى من تهيئة الظروف لدخول الاتحاد السوفييتي لأفغانستان عام ١٩٧٩ وكذلك يذكرنا بما جرى من سلوك مماثل شجع الرئيس صدام حسين لدخول الكويت عام ١٩٩٠! وبعدها تغير الموقف الغربي من التشجيع والتجاهل إلي التصدي ثم المواجهة !
أوكرانيا تختلف طبعا في الجغرافيا عن أفغانستان لكن نبقى أمام بلد تزيد مساحته عن الـ٦٠٠ الف كيلومتر ويزيد عدد سكانه عن الـ ٤٠ مليونا وتمتد حدوده مع عدة دول كلها عدا روسيا البيضاء تحت الطوع الأمريكي وستوفر دعما بلا شك لأوكرانيا !
هذا البرود الغربي في مواجهة الحشود الروسية ضد أوكرانيا مريب.. والتهديد بالعقوبات لا يخيف بوتين.. بل جربته الولايات المتحدة سابقا مع أزمة شبه جزيرة القرم وضمتها روسيا متجاهلة كل التهديدات بالعقوبات لكن الأمر فيما نعتقد مختلف هذه المرة.. خصوصا وأمريكا أمامها أزمة أخرى شبيهة بين الصين وتايوان وترغب في إجهاضها وهزيمة أي فكرة لاسترجاع الحقوق بالقوة! فضلا عن أن التطور الروسي المخيف في تصنيع السلاح يجعل الولايات المتحدة تسعى لإيقافه أو إحراجه بأي طريقة !
في كل الأحوال انتصار روسيا في الأزمة حتى بتحريكها إلي حافة الخطر.. يدفع إلى طريق بناء نظام عالمي جديد تنتهي منه القوة الأعظم الوحيدة وهذا في ذاته مكسبا ضروريا لكل شعوب العالم!