لماذا ترفض الشعوب العربية عروض الإخوان للعودة مرة أخرى؟
تتردد الأنباء بين الحين والآخر عن رغبة الإخوان في جس نبض الدولة المصرية وغيرها من البلدان التي انكسرت فيها شوكتها لمعرفة إن كانت تريد المصالحة أم لا، ولاتعرف أن مقاطعة التيار الديني بكل فئاته أصبح رغبة شعبية وليس مجرد موائمة مع الدولة، فما حدث منهم كان كفيلا بهدم المعبد تماما على رؤوس أصحابه.
شعارات الحرية والعدالة
تقول فوزية رشيد، الكاتبة والباحثة أن ثورة 25 يناير 2011، بدأت بشعارات الحرية والعدالة ولكن ركب موجتها بعد ذلك جماعة الإخوان الإرهابية، الذين سرقوا الثورة وأداروا دفتها لصالحهم.
أوضحت الباحثة أن الإخوان لازالوا يبثون تغريداتهم وتحليلاتهم بالعودة إلى الثورة ضد الحكم الراهن، مردفة: يتجاهلون واقع حالهم المزري اليوم، وانكشاف كامل أوراقهم، ليس فقط للشعب المصري وإنما لكل شعوب المنطقة والعالم.
وتابعت: سرقتهم لآمال وطموحات الشعب المصري لن تتكرر، وخصوصا بعد سقوط مرشدهم الإخواني الجديد ومحاكمته مؤخرا، موضحة أن مصر اليوم انتقلت نقلة أخرى بعد ثورة 2013 التصحيحية، والتي أطاحت ليس فقط بالرئيس الإخواني محمد مرسي الذي أراد أن يحكم الإخوان مصر 500 عام قادمة، وإنما أطاحت بكل الأحلام والأوهام الإخوانية في حكم مصر.
وأشارت الباحثة إلى أن إزاحة الإخوان كشف الفضائح السياسية والاستخباراتية والإرهابية للجماعة، التي لا تزال مشتعلة على الساحة المصرية والعربية والدولية.
بيع سيناء وتوطين الفلسطينيين
وتابعت: لهم أهداف خفية عملوا على تنفيذها في مصر أثناء حكم مرسي سواء بما يخص بيع جزء من سيناء المصرية لإعادة توطين الفلسطينيين، أو إعادة تشكيل الجيش المصري ليكون على شاكلة الحرس الثوري الإيراني.
وأضافت: اتضح تعاونها مع الفصائل الإرهابية وغيرها من تدابير أثخنت مصر في عام واحد من «الحكم الإخواني» بالجروح والتسيّب وإهدار المال العام، والعمل على تغيير وجه البلاد إلى الأبد.
وتابعت: ثورات الربيع العربي في عمومها دخلت عقدها الأول، ولاتزال الحقائق تتكشف عن دور الطابور الخامس في تلك الثورات، ودور الإدارة الأمريكية وخاصة في عهد أوباما في التهيئة لها واستغلالها وإدارة دفتها نحو العنف والفوضى، وكذلك المنظمات الحقوقية.
وتساءلت: ماذا لو لم يقم الشعب المصري بثورته التصحيحية الكبرى في 2013، وماذا لو استمر الإخوان في حكم مصر، وماذا لو استمر الإخوان في حكم تونس، مؤكدة أنها كانت ستصبح نسخة أخرى من العراق وسوريا وليبيا، وكان مخطط التقسيم حسب خرائط الشرق الأوسط الجديد سيقطّعها إلى قطع وأجزاء.
واختتمت حديثها قائلة: الشعب المصري على وجه التحديد أبعد عن نفسه وعن المنطقة كلها الآثار المرعبة التي كانت ستترتب على استمرار الإخوان.