خطة أخطر رجال الإخوان لضرب معارضيه.. والمعركة بين قيادات الإرهابية تزداد اشتعالا
قبل أيام ظهر محمود حسين، الأمين العام المفصول لجماعة الإخوان، لأول مرة منذ انقلابه والموالين له على القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير فى فيديو مصور أذاعته المواقع والحسابات التى يسيطر عليها أنصاره سواء على الإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعى، وبدأ أنه يعلن المضى قدما فى طريقه وعزل منير وكل من ساعده.
كان ظهور حسين مثيرًا للاستغراب، دارت التساؤلات عن ما الذى يحرك الرجل للظهور وماذا يريد خلال الفترة القادمة، وخاصة أنه كشف تماما عن تمكنه من السيطرة على عدة ملفات شائكة، على رأسها الملف المالى، حيث يتحكم الآن فى التمويل الداخلى والخارجى، مع أن سلطة الإرشاد ليست فى يده، وهذا يجعله أخطر رجل فى الجماعة.
البحث عن سر الخروج المفاجئ كشف عن عدة مفاجآت أهمها أن الرجل قدم خلال الفترة الماضية مشروعا جديدا للقواعد أعدته المجموعة التى يسيطر عليها لإشغال الصف عن الأزمة الجارية حتى يتم حسمها تماما.
المعركة تشتعل
ووفقا لمصادر "فيتو" فإن المشروع يتضمن إعادة هيكلة قسم التربية والإعلام، بدعوى الخوف على الجماعة من الاندثار بفعل الضربات الأمنية وإعلانها حركة إرهابية، والقبض على قيادات الجيل الأول حتى الرابع، وتشرد ما تبقى منهم خارج السجون فى كل بلدان العالم.
وأوضحت المصادر الهدف الأساسى من الاشتباك مع ملف التربية هو ضمان ولاء قيادات الإخوان بالداخل عبر إعادة تأهيل الأسر وتنشيط الجانب التعليمى الأمر الذى يتيح لمحمود حسين شطب اسم خصومه من الذهنية الإخوانية، وإبقاء اسمه ومعاونيه للتقارب مع الصف على أسس التنظيم وليس الدعوة فى المقام الأول.
مشروع حسين يثير لعاب أصحاب الولاء المتطرف للتنظيم بإعادة تنشيط الاستقطاب مرة أخرى، ليس بالضرورة تحت لافتة الجماعة، بل تسويق مفاهيم الإسلام السياسى ومقرراته، والاستثمار عبر وسطاء فى افتتاح دور لتحفيظ القرآن الكريم، بجانب إعادة تنشيط الاستقطاب بأقسام اللغة العربية بكلية دار العلوم.
وبحسب المصادر، يعمل محمود حسين ومجموعته من خلال هذا المشروع على إبعاد القواعد تماما عن الانخراط فى الخلاف التنظيمى، وإشغالهم فى أمور عقائدية، واستخدام صعود التيار العلمانى فى المجتمع المصرى خلال السنوات الماضية كفزاعة لإثارة الحمية الدينية والخوف بين الإخوان على مصيرهم فى المستقبل، إذا ما تزايد نفوذ تيار التحديث فى البلاد أكثر من ذلك.
عزل المرشد
ويعتمد الأمين العام المفصول بقرار من القائم بأعمال المرشد، على معرفة كل الصف بالعداء التاريخى للإخوان فى مواجهة ثقافة التغريب، والتى طالما كانت ضمن أسلحة التنظيم لشيطنة التيارات التنويرية والحداثية أو حتى المدنية المعادية لها أيديولوجيا أو فى الأهداف السياسية.
ووفقا للمصادر ركز مشروع حسين على تذكير القواعد بالمعارك التى أثارتها الجماعة ضد أساتذة جامعات ومثقفين وكتاب وصحفيين واستطاعوا التغلب عليهم بوصمهم بالكفر والإلحاد من بوابة اهتمامهم بالثقافة الغربية، فكل مختلف عنهم تغريبى يريد هدم الإسلام ومفاهيمه.
يدلل محمود حسين بأهمية التركيز حاليا على كل ما يرسخ الفكرة والدعوة عبر المفاهيم الإسلامية بعيدًا عن الصراع التنظيمى الدائر بينه وبين القائم بأعمال المرشد.
أما الجزء الثانى من المشروع –وفقا للمصادر- فينتقل فيه محمود حسين إلى ملف الإعلام، ويكشف كيف يريد السيطرة عليه وتصفية حساباته مع المتمردين الذين ناصروا إبراهيم منير ضده.
ويعمل المشروع بكل قوة على ضمان إبعاد الإعلام الإخوانى عن القضايا التنظيمية والسياسية، ويدلل بالتزامه خلال الفترات الماضية بهذه القواعد من خلال إبعاد قناة وطن الصوت الرسمى للجماعة، عن الصراع الدائر على قيادة الإخوان.
وذكرت المصادر أن حسين أشار فى الوقت نفسه إلى صرف مئات الآلاف من قبل قناة مكملين الموالية للتنظيم الدولى وإبراهيم منير فى ضرب جبهته بلا رحمة، وحتى الآن تركز على فضحه يوميا والصاق كل التهم به، ما أساء للجماعة أمام جموع المصريين، دون أن تحقق هذه الحروب أي نصر يذكر على المستوى التنظيمى، والدليل استمرار الأمين العام حتى الآن دون القدرة لأى شخص على إزاحته.
يوضح محمود حسين فى ملفه لإدارة المرحلة، أن الإعلام الإخوانى ليس مهمته الآن ممارسة الدعاية لشخص بعينه، بل للفكرة نفسها، والأهم تخصيص برامج توظف طاقات التنظيم لضرب تيار التنوير والحداثة والتقدمية، وإعادة تذكير الشباب برفض القيم الغربية من خلال شيطنتها ووصمها بكل الموبقات.
التصورات الجديدة
ويكشف الأمين العام المفصول فى المشروع الذى تم تمريره على كل الأسر والمكاتب الإدارية الموالية له، والتى تتحكم فى مفاصل التنظيم بحسب مصادر، أهمية أن يشمل التصور الجديد تكثيف البرامج التى تتناول القضايا الإسلامية وتسوق للحل الإسلامى حتى لو على حساب إلغاء بعض البرامج السياسية والاجتماعية بقنوات الإخوان.
يشتت محمود حسين انتباه المعارضين له فى بعض المكاتب الإدارية بالحديث عن ضعف الإعلام الإخوانى والقصور الفكرى، وهو أمر متفق عليه بين المؤيدين والمعارضين، بسبب تركيزهم على أمور ثانوية، وبالتأكيد يركز حسين على معارضيه داخل الجماعة بالإعلام المعادى له.
على مستوى التأثير، اعتمد الأمين العام المفصول على دراسة قدمها له أحد الإخوان المعاونين له فى كشف كل خبايا مشكلات الإعلام الإخوانى الذى يركز على ما أسماه «الأوقات الميتة» التى تقل فيها نسبة المشاهدة أو تنعدم.
يرى حسين أن رأس مال التنظيم يتم إهداره بسبب الاعتماد حاليا على مواد لا تتخذ من التعاليم الإسلامية رغم خصوصية الإعلام الإخوانى فى النقاش والحوار وطرح الموضوعات، ويعتبرها مواد "فاسدة"، وتنساق لما هو متبع خارج نطاق الجماعة.
كما اتهمها بمعاداة الاستقامة والهوية من خلال طرح دعاية فجة لفئات هامشية غير منتجة (يقصد تناول أزمة المهرجانات مع هانى شاكر خلال الفترة الماضية على قناة مكملين المعادية له).
الثغرات الاجتماعية
يطرح الأمين العام فى مشروعه عدة أفكار للتركيز على فضح الثغرات الاجتماعية من وجهة نظره، مثل تخصيص برامج تتحدث عن الدراما وكيف تعمق صورة البلطجى فى الشارع على أن يتم مناقشة ذلك بواسطة علماء دين من خلفية إخوانية، بحيث يتم الانتقام من الفنانين الذى عادوا التنظيم بالتركيز عليهم وعلى سقطاتهم وتسويق ذلك على مواقع التواصل.
ومن ناحية أخرى، يقدم الإخوان للعوام وخاصة الملتزمين دينيا والمتعاطفين معها على أنها صاحبة هوى وطنى وليس دينيا فقط، فالاهتمام بهذه التفاصيل يبدد فكرة عدم اهتمام التنظيم بالتراب الوطنى كما يروج عنه دائما.
وأوضحت المصادر أن حسين اقترح فى ورقته التى تداولتها المكاتب الإدارية، تخصيص الأموال التى تبعثر على برامج لا طائل منها، فى إنتاج أعمال فنية تتحدث عن أصحاب البطولات الوطنية -من وجهة نظر إخوانية- والتى تقدم القدوة الحسنة -المنهج الإخوانى- للأجيال لتربيتها على القيم الإسلامية.
وكما هو واضح من المشروع، يهدف حسين للإجهاز تماما على الجبهة الأخرى وتصفيتها دون الدخول معها فى معركة متكافئة، فيكفى للإخوانى أن تلوح له بهزيمة التنظيم ومحاربة التمدن والحداثة حتى ينخرط فى أي مشروع سواء مقتنع به أم لا، المهم أن ينفث عن غضبه ويفرغ طاقة الكراهية فى كل من يخالفه.
نقلًا عن العدد الورقي…،