رئيس التحرير
عصام كامل

انفراط العقد.. سر قتال الإخوان لإبقاء أدبيات التنظيم دون إصلاح

شعار الإخوان
شعار الإخوان

تقاتل جماعة الإخوان الإرهابية لإبقاء أدبياتها دون إصلاح وتأهيل وإعادة مراجعة خوفا من انفراط عقدها، فالجماعة اكتشفت ‏مؤخرا خطورة شعارات الديمقراطية على البناء الداخلي للتنظيم، فالأمر الذي ساهم في بقائها كل هذه الفترات، هو اعتمادها على ‏أدبياتها القديمة البعيدة كل البعد عن تعاليم الديمقراطية والدولة الحديثة. 

السمع والطاعة 


يقول عماد عبد الحافظ، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن غرس التبعية وفكرة السمع والطاعة في نشء ‏الصف ‏الإخواني وسيلة تنظيمية تقوم بها جماعة الإخوان الإرهابية كإجراء رسمي بهدف التأكد من رسوخ عقيدة السمع والطاعة ‏لدى ‏الفرد قبل أن ينضم رسميا للجماعة.‏


أضاف: هناك عدة مراحل تربوية يمر بها الفرد داخل الجماعة، منها مرحلتان تمهيديتان "مرحلة المحب"، "مرحلة المؤيد" ‏يتم ‏فيهما إعداد الفرد لكي يصبح مؤهلا للانضمام للجماعة، وفي هذه المرحلة لا يعلم الفرد أنه ليس عضوا رسميا، ولكن يعرف ‏ذلك ‏فيما بعد.‏


أضاف: يقضي الفرد وقتا معينا في المرحلة التمهيدية التي تنتهي عندما ترى الجماعة من خلال العديد من وسائل القياس أن ‏الفرد ‏تحققت فيه صفات معينة، على المستوى الإيماني والسلوك والحركي، بعدها يكون مؤهلا لأن يؤدي البيعة، التي بها يصبح ‏عضوا ‏رسميا في الجماعة ويدخل مرحلة تربوية أخرى تسمى "المنتسب".‏


استكمل: لكن هناك إجراء مهم جدا بعد التأكد من تحقق الشروط وقبل أداء البيعة، هذا الإجراء يسمى "الاستدعاء"، وهو عبارة ‏عن ‏تبليغ الفرد بشكل مفاجئ وبطريقة تبعث القلق في نفسه بموعد ما بعدها بساعات قليلة، لابد له أن يحضره، ولا يبلغ بأي ‏تفاصيل ‏سوى الزمان والمكان.‏


أضاف: حينها يتوجس الفرد ويدخل الخوف قلبه، لأنه تربى على الطاعة طويلا من خلال العديد من الوسائل ويذهب تنفيذا ‏للأمر، ‏ليفاجئ بعد ذهابه أنه لا يوجد شيء، وإنما كان هذا اختبار له لقياس مدى طاعته وسرعته في تنفيذ التعليمات، ثم يتم إبلاغه ‏بموعد ‏آخر يؤدي فيه البيعة، ومن لم يحضر يتم تأجيل بيعته دون إبلاغه بالطبع بتفاصيل ما حدث.‏


اختتم متسائلا: المعيار الأهم لدى الجماعة لمنح عضويتها للفرد قدرة الفرد على تنفيذ الأمر دون تفكير ‏ولا ‏مناقشة، ورسوخ عقيدة السمع والطاعة بداخله من أول يوم


صراع جبهات الإخوان ‏


وكانت الأيام الماضية ‏شهدت ‏صراعًا ‏داميًا ‏أظهر ‏على ‏السطح ‏ما ‏كان ‏يدور ‏في ‏الخفاء ‏طوال ‏الأشهر ‏الماضية ‏داخل ‏جماعة ‏الإخوان، ‏وبرزت ‏مؤشرات ‏محاولة ‏انقلاب ‏تاريخية ‏من ‏الأمين ‏الأسبق ‏للجماعة ‏محمود ‏حسين، ‏على ‏إبراهيم ‏منير، ‏القائم ‏الحالي ‏بأعمال ‏مرشد ‏الإخوان، ‏بسبب ‏إلغاء‏ ‏منصب ‏الأمين ‏العام الذي كان ‏يحتله ‏حسين ‏منذ ‏سنوات ‏طويلة.  ‏
تجريد محمود ‏حسين ‏من ‏كل ‏امتيازاته، ‏دعاه ‏هو ‏ورجاله ‏للتمرد ‏والاستمرار ‏في ‏مواقعهم ‏بدعوى ‏حماية ‏الجماعة ‏والحفاظ ‏عليها، ‏وهو ‏نفس ‏المبرر ‏الذي ‏دعاه ‏لرفض ‏سبع ‏مبادرات ‏فردية، ‏كما ‏رفض ‏المبادرات ‏العشر ‏التي ‏قدمت ‏في ‏عام ‏‏٢٠١٦ ‏من ‏القرضاوي ‏والشباب ‏وغيرهم‏ ‏تعسفًا ورفضًا لأي ‏تغيير.‏

‏ ‏

مصادر تمويل الجماعة

 

وعلى جانب ‏آخر، ‏تحرك ‏إبراهيم ‏منير، ‏المدعوم ‏من ‏القيادات ‏الشابة ‏بالجماعة ‏ومصادر ‏التمويل، ‏وأطلق ‏العنان ‏لرصد ‏كل ‏انتهاكات ‏الحرس ‏القديم، ‏الذين ‏أداروا ‏الإخوان ‏طيلة ‏السنوات ‏السبع ‏العجاف ‏الماضية.‏

‏ ‏

‏ورفض ‏منير ‏ما ‏أعلنته ‏رابطة ‏الإخوان ‏بتركيا، ‏وأعلن ‏تمسكه ‏بنتائج ‏الإنتخابات، ‏وأحال ‏‏6 ‏من ‏قيادات ‏الجماعة ‏على ‏رأسهم ‏محمود ‏حسين ‏للتحقيق، ‏بسبب ‏رفضهم ‏تسليم ‏مهامهم ‏للمكتب ‏المشكل ‏حديثًا، ‏الذي ‏أصبح ‏لأول ‏مرة ‏تابعًا له، بعد ‏أن ‏كان ‏جزيرة ‏منعزلة ‏عن ‏التنظيم ‏منذ ‏عام ‏‏2014. ‏

‏ ‏

وبعد رفض القيادات ‏المثول ‏للتحقيق ‏واستمرارهم ‏في ‏الحشد ‏لعزل ‏منير، ‏أصدر ‏قرارًا ‏جديدًا ‏بطرد ‏قادة ‏التمرد ‏من ‏الجماعة، ‏في ‏محاولة ‏لإنهاء ‏فصل ‏من ‏فصول ‏الصراع ‏الداخلي ‏للإخوان، ‏الذي ‏صاحب ‏التنظيم ‏طوال ‏تاريخه ‏ولا ‏يزال ‏مستمرًّا ‏حتى ‏الآن.‏‎ ‎


لكن ‏القيادات ‏المعارضة ‏لمنير ‏نجحت حتى الآن في ‏فرض ‏رؤيتها ‏على ‏الجماعة، ‏وما ‏زال ‏الموقف ‏معلقًا ولم يحسم لأي ‏من ‏الطرفين.‏
 

الجريدة الرسمية