بعد سنوات من التنمر.. «سعيدة» المنياوي تتحدى مرض الفيل بالعمل | فيديو
ما بين التنمر والطموح، تظهر ابنة الست والثلاثين عامًا مبتسمة خارجيًّا متألمة داخليًّا، بعد أن من الله عليها بتورم في إحدى يديها ليجعل من اسمها نصيب من حياتها «سعيدة عبده حُزين»، ابنة محافظة المنيا، التي عاشت سنوات من التنمر، تلك السنوات حولتها «سعيدة» لطموح لتحقيق نجاحها.
5 فتيات و3 شباب ووالدة وأب توفاة الله، هي أسرة سعيدة عبده حُزين، أكرمهم الله جميعًا بالزواج، وأجل نصيب ابنة المنيا في الزواج لكي يكرمها لمن يستحقها.
في نهاية الخمس عشرة سنة الأولى في حياتها اكتشفت «سعيدة» بأنها مصابة بمرض كانسر حميد، في يديها اليسرى، بمساعدة أشقائها ووالدتها حاولت سعيدة أن تنجو من ذاك المرض إلا أنه ترك لها يدها اليسرى منتفخة بشكل كبير أثر في حياتها اليومية.
تقول «سعيدة»، تركت التعليم بعد انتهاء المرحلة الإعدادية وبدأت اتفرغ لتعبي الذي من الله عليَّ به، في البداية توجهت إلى أكثر من طبيب في المنيا ولم يجدوا تشخيصًا واضحًا لحالتي، الأمر الذي أجبرني على الذهاب لمستشفى القصر العيني في القاهرة، وهناك ظللت ثلاث أشهر في القاهرة وأجريت عملية لإزالة الورم وبالفعل حدث ذلك وأجريتها.
بتر اليد اليسرى
تستكمل «سعيدة» حديثها عن رحلتها المرضية بعين تكاد تبكي، قائلةً: «قالوا لي بعد العملية والعلاج الدنيا هترجع طبيعية، ولكن بالعكس الوضع بقى أسوأ من الأول»، على حد تعبيرها، ثم أكرمني الله بطبيب أجنبي قادم من خارج مصر وقال لي الحل الوحيد لتلك الحالة هو «بتر اليد» وتركيب طرف صناعي.. ولكن قابلت ذاك الحل بالرفض «قولت ربنا بإذن الله هيعوضني ويمكن يحلها من عنده وكل يوم في تقدم في الطب، على حد تعبيرها.
راضيه باللي ربنا كتبه لي
الكثير وصف مرضي بمرض «الفيل» بسبب التضخم الكبير الظاهر للجميع، وتعرضت للتنمر كثيرًا، فعلى الرغم من حبي الشديد للأطفال فإنهم يخافون من مظهر يدي، وأضافت سعيدة: «أنا راضية باللي ربنا كتبه لي الحمد لله».
ساندوني ودعموني
لم يكن أمامي سوى التحدي، تحدي الوضع الراهن الذي أنا عليه الآن، فقمت بعمل قرض من إحدى الجمعيات قدره 4000 جنيه، وقمت بعمل مشروع مستحضرات تجميل، وأهالي قريتي الحمد لله ساندوني ودعموني خاصة جمعية الصعيد للتربية والتنمية، التي دعمتني نفسيًّا ومعنويًّا من خلال الاجتماعات الدورية لكي أتغلب على التأثير السلبي الذي سيطر عليَّ بعض الشيء.. تلك هي قصة تحدي سعيدة ليصدق فيها قول «نيكولاس فوجيسيك»، أشهر متحدي إعاقه في العالم، حين قال: الإنسان ليس بحجم جسمه أو بأطرافه وإنما بفكره وعمله، وأن كلا منا لديه إعاقة ما، فالإعاقة ليست فقط في الجسد، وإنما قد تكون في الفكر والإحساس، فقط قد يكون الخوف مثلا إعاقة.