التحدي بلغة الصمت.. حسن تحدى إعاقته ليصبح أحد أشهر نجاري المنيا
لا يسمع.. لا يتكلم.. ولكنه لم يستسلم لتلك العزلة التي قدرها الله تعالى له، ليعيش طيلة حياته أصم وأبكم، فمنذ أن تفتحت عين «حسن إبراهيم»، ابن محافظة المنيا، على الدنيا وجد نفسه يعيش ويتعايش مع ذوي التحتياجات الخاصة، وقبل نهاية مرحلته التعليمية الثانوية، قرر الاعتماد على نفسه، حتى أصبح أشهر نجار في المنيا.
فيديو البث
يروي لنا، «حسن إبراهيم حسن أبو العلا»، حكايته التي ترجمها لنا نجله بلغة الإشارة قائلًا: أنا أول ما اتولدت كنت من ضمن ذوي الاحتياجات الخاصة «صم وبكم»، طيلة حياتي وأنا أعيش مع من يشبهني في الإعاقة.. نخرج سويا وندرس سويا ونلعب كرة سويا.
ويضيف الرجل الأربعيني في حديثه لنا قائلًا: ظللت ادرس حتى امتهنت مهنة النجارة، وقررت اعمل بتلك المهنة، ففى البداية اتخذت مكانًا بسيطا ورشة لي، وفي هذا الوقت كنت أجيد صناعة الطبالي الخشبية والسلالم الخشبية الأشياء البسيطة في عالم النجارة، وبين الحين والآخر كنت أسافر لأحسن دخلي وأعمل أيضا في ذات المهنة.
وقال حسن: يوما تلو الآخر بدأت أعمل على توسيع الورشة، وفي ذات الوقت أقوم بشراء بعض الماكينات البسيطة الخاصة لعمل الأثاث الخشبي، حتى أكرمني الله وعاوني في أن أقوم بجلب معظم الماكينات الخاصة بالورشة.
وأضاف: زاد كرم الله على فأكرمني بـ 4 أبناء اثنان منهم من الفتيات وشابان أحدهما سليم معافى والآخر من ذوي الاحتياجات الخاصة، مع الوقت أتقن نجلي محمد مهنة النجارة وأصبح هو سندي في الورشة.
وتابع: لأجل كرم الله على، عاهدت الله فور أن يكون لي ورشة خاصة كبيرة، سأخصص يومين كل أسبوع لتعليم أبناء بلدتي وطلابي في مدرسة الصم والبكم أعمال النجارة بالمجان دون أي مقابل مادي، عاهدت الله وأوفيت بعهدي معه، وخصصت يومين لتعليم طلاب الصم والبكم أعمال النجارة دون أي مقابل، وبالفعل لدى العديد من ذوي الاحتياجات الخاصة «صم وبكم»، عقب أن تعلموا أصول المهنة أصبحوا أصحاب ورش مستقله لهم ومصدر رزق لهم وأسرهم.
وأصبح حسن المُبكم الأصم، رئيس مجلس إدارة جمعية للصم والبكم وانخرط في الحياة السياسية داخل إحدى الأحزاب حتى أصبح أمين لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة، وصاحب أشهر ورشة نجارة في محافظة المنيا.. ليؤكد حسن مقولة الفيلسوف أفلاطون عندما قال: مفتاح الحياة، هو عدم الاستسلام، عندما تشعر بالضعف.