استقالة قرداحي وعودة ابن القذافي !
بالطبع ليس ثمة علاقة مباشرة بين استقالة جورج قرداحي من منصب وزير الإعلام في لبنان على خلفية الأزمةَ التي نشبت بين السعودية ومعها معظم دول الخليج وبين لبنان، وقرار محكمة سبها في ليبيا بعودةَ سيف الإسلام القذافي للمشاركة في السباق الانتخابي الرئاسي مجددا بعد أن استبعدته مفوضية الانتخابات الليبية من القائمة الأولية للمرشحين.. لكن من يدقق قليلا في الأمرين سوف يكتشف أن التوقيت يربط بينهما..
وليس المقصود هنا أن استقالة قرداحي عرف بأمرها في ذات اليوم الذي قررت فيه محكمة سبها إعادة ابن القذافي للسباق الانتخابي، ثم أعلنت بعدها ببضعة ساعات.. وإنما المقصود أن الملاحظ أن قرارعودة ابن القذافي إلى السباق الانتخابي جاءت في توقيت مناسب، أي قبل إعلان مفوضية الانتخابات عن القائمة النهائية للمرشحين، وبالتالي قبل البدء في هذا السباق الانتخابي ليتسنى له الاشتراك فيه.
وهكذا استعاد الرجل فرصته في أن يكون أول رئيس لليبيا مثل غيره من المرشحين الآخرين.. أما قرار قرداحي بالاستقالة فقد جاء متأخرا عدة أسابيع وتحت ضغط فرنسي أساسا وإلحاح لم يتوقفون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التى تجمدت حكومته على أثر انفجار الأزمة اللبنانية مع السعودية ودول الخليج.. وتثور شكوك المحللين في أن يثمر هذا القرار انحسار لهذه الأزمة وعودة الاتصالات العلاقات الدبلوماسية اللبنانية المجمدة مع دول الخليج.
وهنا نتأكد مجددا أن التوقيت أمر شديد الأهمية في القرارات، خاصة المهمة منها.. إننا نردد كثيرا مقولة: (أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا)، وهذه المقولة سليمة ولكنها ليست صحيحة دوما لأن اتخاذ قرار متأخرا قد يلغي جدواه ويبدد تأثيره المرجو تماما ويجعله بلا فائدة تذكر.. وأشهر القرارات التي فقدت جدواها في العصر الحديث كانت قرارات الرئيس الأسبق مبارك بعد انتفاضة يناير ٢٠١١، فقد اتفق كثيرون إنها جاءت متأخرة بعد أن تجاوزت مطالب المعتصمين في ميدان التحرير ما استجاب له مبارك من مطالب سابقة لهم.