نحن وصراعات إثيوبيا!
نحن سوف نحافظ على حقوقنا التاريخية في مياه نهر النيل ونتمسك بضرورة إبرام إتفاق قانونى ملزم لملء وتشغيل السد الإثيوبى، هذا ما ظلت تعلنه مصر وتردده دوما قبل وبعد أن إنفجر الصراع الدامى داخل إثيوبيا، دون أية إشارة من قريب أو بعيد إلى هذا الصراع، وهذا ما فعله الرئيس السيسي ظهر اليوم في المؤتمر الصحفى الذى جمعهما رئيس الوزراء الأسبانى في ختام زيارته لمصر..
فرغم التلميحات وعمليات الغمز واللمز التى قام بها آبى أحمد رئيس الوزراء الإثيوبى فإن مصر نأت بنفسها عن هذا الصراع الدائر داخل إثيوبيا، لأنها أولا لا تزج بنفسها في المشاكل والأزمات الداخلية للدول وتنتهج سياسة عدم التدخل في الشئون الداخلية لغيرها كما ترفض التدخل في شئوننا الداخلية.. وثانيا لآن مصر تلتزم أيضا سياسة الحفاظ على أمن وإستقرار العالم ومحيطنا الإقليمى ومن بينه منطقة القرن الأفريقى..
صراع دام
وثالثا لأن مصر تدرك أن تعرض إثيوبيا لأزمات سيكون له تداعياته السلبية على تدفق مياه النيل لنا، وهو أمر يرتبط بحياتنا.. ورابعا لآن مصر تعرف إن الأطراف المتصارعة داخل إثيوبيا الآن كان لها دورها في أزمة سد النهضة وتتشارك في رغبة السيطرة على مياه نهر النيل الأزرق..
وفوق ذلك كله فإن إنخراط الإثيوبيين بصراعاتهم الداخلية سوف يشغلهم عن الإنخراط في المفاوضات التى دعا لها مجلس الأمن للتوصل لإتفاق قانونى ملزم بين مصر وإثيوبيا والسودان لملء وتشغيل السد.. لأنه في ظل هذا الصراع الدامى الذى تشهده إثيويبا ويهدد وحدتها سوف تفتقد الحكومة القادرة على إبرام أى إتفاق بخصوص سد النهضة، لكن في المقابل فإن هذا الصراع الدامى حتى وإن تمخض عن إنتصار طرف من الأطراف سوف يتمخض عن إضعاف لإثيوبيا في محيطها الإقليمى.
لذلك تراقب مصر بإهتمام كبير وتتابع عن كثب تطورات الأزمة في إثيوبيا لتكون مستعدة للتعامل مع ما سوف تتمخض عنه من تطورات، خاصة وأن الصراع الدامى الذى إنفجر دخل عامه الثانى الآن، ولا تعلق مصر على ما تشهده إثيوبيا ولا حتى على الغمز واللمز الإثيوبى الرسمى أيضا الذى لا يصدقه أحد فى العالم ولا معظم الإثيوبيين أنفسهم.