السد الإثيوبي وهبوطه
ماذا سيلحق بِنَا إذا تعرض السد الإثيوبي لانهيار جزئي أو كلي؟! هذا السؤال من المؤكد أن الجهات المعنية المصرية تملك إجابة تفصيلية عنه، خاصة بعد أن زادت وتيرة التوقعات العلمية باحتمال حدوث ذلك قريبا، استنادا إلى رصد الأقمار الصناعية حدوث هبوط أرضي في جسد السد يتزايد باستمرار الآن.. وهذه الإجابة يجب أن تتاح أمام الرأي العام المصري وتفصيلا أيضا لطمأنته.
فإن الرأي العام يتابع خلال الأسابيع الأخيرة المعلومات التي تشير إلى حدوث الهبوط الأرضي في جسد السد وبعض التشققات فيه، وهو الأمر الذي جعل الإثيوبيين لا يكملون الملء الثاني للسد كما خططوا له، وعطل أيضا خططهم الخاصة بتوليد الكهرباء من السد والتي أعلنوا من قبل أنها ستتم في شهر أغسطس الماضي..
أزمة السد الإثيوبي
كما يتابع الرأى العام المصرى أيضا ما يتردد استنادا إلى دراسات علمية حول أن السد مقام على منطقة تدخل في حزام الزلازل وأن وقوع زلزال تحته أمر وارد وغير مستبعد، وسوف يؤدي ذلك بالطبع إلى زيادة احتمالات انهيار هذا السد سواء بشكل كلى أو جزئى، مما سينجم عنه طوفان يتعرض له السودان سيغرق مساحات شاسعة من أراضيه ومدنه وقراه، وهذا الطوفان سيصل لنا.. لذلك يجب أن نقول للناس ماذا نحن فاعلون في مواجهة ذلك.
إن أزمة السد الإثيوبي تهم - منذ اليوم الأول لاندلاعها - كل المصريين، وذلك خشية أن يحبس هذا السد مياه النيل التي تتدفق على بلادنا منذ آلاف السنين، وزاد اهتمام الرأى العام المصرى بتطورات هذه الأزمة ومتابعتها على مدار الساعة بسبب التعنت الإثيوبي الذي عطل التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ينظم ملء وتشغيل السد من خلال التعاون بين كل مصر والسودان مع إثيوبيا، نظرا لأن إثيوبيا تريد السيطرة على النيل الأزرق والتحكم في تدفق مياهه لنا.. وقد زاد اهتمام الرأى العام المصري أكثر بأزمة السد الإثيوبي بعدما تجدد إثارته مؤخرا حول احتمال تعرض هذا السد للانهيار. لذلك صارت إحالتهم علما باستعدادها لمواجهة ذلك أمر ضروري جدا.