ليتهم يتعلمون من الرئيس!
ما أحوجنا إلى إستراتيجية جديدة لبناء وعى حقيقى لدى المواطن، ولدى المسئول ليعرف كلٌ واجباته وحقوقه معًا، فالجميع كما له حقوق فإن عليه واجبات لن يقوم بها غيره، دفاعًا عن دولته، وعن منظومة قيم مجتمعه التى أصابها ما أصابها فى الفترة الأخيرة وطرأ عليها متغيرات تفسد الذوق العام وتغذى العنف وشيوع الألفاظ الخادشة للحياء سواء فى الشارع أو أغانى المهرجانات الطافحة بالبذاءة والسفاهة وسوء الخلق وحتى أعمال الدراما أسهمت فى الهبوط نحو الانحطاط الأخلاقى، وكلها كوارث تجافى روح ديننا الحنيف الذى يدعو لمكارم الأخلاق، وتتقاطع مع تقاليدنا وعاداتنا الأصيلة.
ما أحوجنا لبناء وعى حقيقى يبدأ بالمسئول -أي مسئول- من الوزير حتى أصغر مدير، فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، والكل عليه دور كبير فى تكريس التعامل الحسن مع الناس، فذلك أحق حقوق الإنسان.
ولنا فى تعامل الرئيس السيسى مع بسطاء الناس قدوة ونموذج يحتذى؛ فهو يدير حوارًا أخويًّا دافئًا معهم يخفف به آلامهم ويتفهم مشكلاتهم ويسارع بتلبية مطالبهم، وهو ما يجب أن يحتذيه سائر المسئولين فى تفقد أحوال الناس، لا سيما ذوو الحاجة والأولى بالرعاية؛ فلم يعد مستساغًا ولا مقبولًا فى الجمهورية الجديدة أن يتعامل الموظف العام مع احتياجات المواطنين فى أي جهة حكومية باستخفاف أو استعلاء أو سخط أو جفاء..
فهذا المسئول طبقًا للدستور خادم للشعب يحمل أمانة واجبة الأداء؛ وعليه أن يحسن معاملة الناس الذين يقصدونه بحكم وظيفته فى قضاء حوائجهم؛ فحسن المعاملة واجب شرعى لقوله تعالى: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا} (البقرة: 83).. وقول النبى الكريم: «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم طلاقة الوجه وحسن الخلق».. كما أن أمثالنا تقول: "لاقينى ولا تغديني".