لماذا يفضلون المبتسم.. ويرفضون المتجهم؟!
الطب ينحاز إلى الابتسام، ويدعونا لاتخاذه وسيلة للنجاة من الأمراض، وبينها إرتفاع ضغط الدم والسكري اللذان يرتبطان ارتباطا وثيقًا بالضغط النفسي والكبت الذي يؤذي القلب، فالمتجهم دائمًا ما يواجه مشاكله بالتوتر والانفعال، وهو ما قد يزيدها تعقيدًا.. ومن ثم يبحث الناس عن الصديق المبتسم فهو أفضل الأصدقاء.. ويفضلون الموظف المبتسم ويبتعدون عن الموظف المتجهم العابس ولا يقبلون المسئول المتجهم في وجه الآخرين.
للابتسامة أثر إيجابي على الأفراد وعلى المجتمع أيضًا؛ فالمجتمعات التي تضم أفرادًا مبتسمين متحابين هي مجتمعات متصالحة مع نفسها، يقبل أفرادها على أعمالهم بسرور وحيوية ورغبة في الإنجاز والإبداع، ويبدأون يومهم بطاقة إيجابية محفزة ودافعة للأمام.
وتترك الابتسامة في نفوس الصغار أثرًا طيبًا يدوم معهم حين يكبرون؛ ذلك أنهم ينشأون وهم معتادون على رؤية الابتسام من حولهم؛ فيعتبرونه جزءًا أساسيًا من حياتهم ومن يعتادون علي فعله بصورة تلقائية كجزء من سلوكهم وتعاملاتهم اليومية.
الابتسامة التلقائية تنبع من القلب وتصل مباشرة للقلوب ويلمع أثرها في العيون، فما خرج من القلب وقع في القلب؛ فتقترب المسافات بين الناس، وتقوي بينهم أواصر الترابط والإخاء، والمحبة..وكلما كانت ابتسامة المرء حقيقية خلقت تغييرًا إيجابيًا في محيطه، وأشاعت روح التفاعل بين الجميع.. وهي تزيد القدرة على التركيز والإنتاج وتعكس الثقة في النفس والإقبال على الحياة بحب وشغف..
وهذا ما يفسر لنا لماذا تشترط مؤسسات بعينها في بعض الوظائف أن يجيد شاغلوها الإبتسام وأن يكونوا ذوي وجوه خلقت وفيها مقومات الابتسامة الطبيعية أمثال مضيفات شركات الطيران والعاملين في السياحة وغيرهما.. فالإبتسامة هنا تهون مشقة التعب على المسافرين؛ ومن ثم علينا أن نخلق الإبتسامة ونحافظ عليها لأنها من مفاتيح الحياة المرحة وألا نسمح لشيء بأن يسرقها منا؛ وأن يدخلنا في نفق الهموم وسراديب الأحزان والكآبة.