مكنسة الإسكندرية!
كمية الأمطار التى تعرضت لها الإسكندرية كانت تفوق كثيرا طاقة الصرف الصحى فيها لذلك غرقت مناطق فيها وتعطل المرور بها بضع ساعات.. هذا التفسير لما شهدته مدينة الإسكندرية في نوة المكنسة لم يكن أول مرة نسمعه من مسئوليها.. سبق أن سمعناه من قبل العام الماضى والعام الذى قبله أيضا وهذا يستجب أن يجعلنا نفكر في مواجهة الأمر الذى فرضته الطبيعة علينا، وألا تقتصر مواجهتنا لنوة المكنسة وبقية نوات الشتاء في الإسكندرية فقط بحشد كل جهودنا لشفط المياه التى تغرق الشوارع والميادين وتوقف حركة الطرق بها في أقل وقت ممكن كما اجتهد المسئولون عن المدينة لإعادة الحياة الطبيعية لها فى بضع ساعات كما قالوا.
فإذا كان سبب وأصل المشكلة أن طاقة الصرف الصحى أقل من كمية الأمطار التى اعتادت المدينة أن تستقبلها في نوة المكنسة وغيرها من النوات، فإن الحل الناجح للمشكلة يصبح زيادة هذه الطاقة.. ولكي يحدث ذلك يتعين أن نوفر استثمارات فى هذا الشأن تحصل على أولوية لحماية عروس البحر من الغرق مرة أخرى.. وفى ذات الوقت يتعين وقف البناء في بعض مناطق المدينة والذى مثل ضغطا مؤثرا على شبكة الصرف الصحى التى تستخدم أيضا في صرف الأمطار..
وقد يعزز من هذه الأولوية إننا سوف نستقبل مؤتمر المناخ العام المقبل وسيكون أمرا جيدا أن نقدم ما قمنا ونقوم به لحماية الإسكندرية من الغرق في أمطار النوات نموذجا عمليا ملهما لمن سوف تستضيفهم في هذا المؤتمر من قادة العالم.. لنقول لهم إننا رغم أننا لا نملك قدرات وإمكانيات الدول الغنية فإننا نسعى بجد لمواجهة التغير المناخى الذى تسبب فيه أغنى الدول لحثها على أن تقوم بالتزاماتها في حماية عالمنا من تداعيات التغير المناخى الخطيرة.