باحثون يكتشفون سبب احتفاظ مرضى الزهايمر بالذكريات المرتبطة بالموسيقى
كشف باحثون في مؤسسة "باسكوال مارجال" الإسبانية المختصة بالبحث العلمي في مرض الزهايمر، سبب استمرار مرضى الزهايمر بالاحتفاظ بالذكريات المرتبطة بالموسيقى في المراحل المتقدمة.
وبحسب موقع "20 مينوتوس" الإسباني، فإن الباحثين اكتشفوا أن بعض الأغاني المرتبطة بالتجارِب الشخصية، تُنشط أجزاء من الدماغ بخلاف تلك المشاركة في عملية التذكر.
وتوضح المؤسسة في بيان أنه بينما ترتبط الذاكرة المعتادة بالشبكة العصبية الافتراضية (DMN)، فإن استعادة أحداث السيرة الذاتية المرتبطة ببعض المقطوعات الموسيقية سيتم ربطها بالمنبهات السمعية البصرية.
شبكات الدماغ
وحددت الدراسة التي روج لها مركز الأبحاث التابع لمؤسسة "باسكوال مارجال" ومركز "برشلونة بيتا" لأبحاث الدماغ (BBRC)، من خلال الرنين المغناطيسي شبكات الدماغ التي يتم تنشيطها عند الاستماع إلى الموسيقى المتعلقة بالذكريات والموسيقى دون أي علاقة بالذكريات الشخصية.
ومن خلال المقارنة بين الاثنين، اكتشف الباحثون وجود شبكة دماغية محددة للوصول إلى ذكريات السيرة الذاتية المرتبطة بالمقطوعات الموسيقية التي استمع إليها المشاركون.
اختيار التحفيز
وتشير هذه الحقيقة إلى أن العلاقة بين الموسيقى والذكريات المضمنة فيها ستكون عن طريق الانتباه (اختيار التحفيز) وترتبط بالإدراك، على عكس الطريقة الطبيعية لتذكر التجارِب، والتي ترتبط عادة بالشبكة العصبية الافتراضية المتأثرة من المراحل المبكرة مرض الزهايمر.
وبحسب الدراسة، فإن معظم الناس لديهم "موسيقى تصويرية" لحياتهم، وهي مجموعة من المقطوعات الموسيقية الخاصة التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتجارِب السيرة الذاتية.
السيرة الذاتية
وتعد ذكريات السيرة الذاتية (AM Autobiographical Memories) والاستماع إلى الموسيقى (ML Music Listening) عمليات عقلية معقَّدة تقودها شبكات عصبية متباينة.
وكان الهدف من الدراسة هو تحديد الطريقة التي تتفاعل بها كلتا الشبكتين، من خلال الدراسة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لـ31 مشاركًا سليمًا.
وقال الباحث من مجموعة أبحاث التصوير العصبي في "بي بي آر سي"، كارلوس فالكون: "يمكن لهذا النوع من البحث أن يفتح طريقًا لدراسة كيف يمكن للموسيقى أن تصنع بعض الذكريات، والتي كانت ستضيع لولا ذلك وتستمر".
وتعزِّز مؤسسة "باسكوال مارجال" فكرة أن الفهم الأفضل لاتصال الشبكات العصبية من شأنه أن يلقي ضوءًا جديدًا على التنظيم الوظيفي للدماغ، ويساعد في تصميم علاجات لتعزيز ذكريات السيرة الذاتية في المراحل المبكرة من مرض الزهايمر.