الدبيبة وانتخابات ليبيا!
مجددا خرج رئيس الحكومة الليبية المؤقتة التى جاءت لإجراء الانتخابات في ليبيا ليطعن في تلك الانتخابات قبل ان تجرى، مثله كبقية الجماعات الليبية التى تقاوم إجراء هذه الانتخابات.. فهو يرى أن الانتخابات لا تجرى على أساس دستوري وأن قانون الانتخابات تم تفصيله على مقاس مرشحين محددين، وهو يقصد بالطبع كل من حفتر وعقيلة صالح وسيف الإسلام القذافي، الذين يعتبرون أبرز المرشحين الذين تقدموا حتى الآن للانتخابات الرئاسية!
ويكمن السبب وراء هذا الموقف الذى يتخذه الدبيبة أنه يرغب في الترشح للانتخابات الرئاسية في ليبيا بينما يمنعه قانون الإنتخابات من ذلك لأنه لم يترك منصبه قبل موعد الانتخابات بثلاثة أشهر كما يقضى القانون، ويعرف أنه إذا حاول الترشح بالمخالفة للقانون سوف تشطب اسمه من قائمة المرشحين مفوضية الانتخابات.. أى أن الدافع لهذا الموقف الذى يتخذه الدبيبة شخصى في الأساس ولا علاقة له بالأساس الدستورى لهذه الانتخابات..
ولذلك ربما يكون لهذا الموقف تداعياته مستقبلا إذا أجريت الإنتخابات الليبية ولم يتمكن الدبيبة من المشاركة فيها كما يتطلع، رغم أنه تعهد قبل أن يتسلم رئاسة الحكومة الليبية المؤقته بعدم خوض الانتخابات المقبلة.. وهو سبق له أن ألمح بهذه التداعيات حينما اشترط تسليم السلطة أن تكون الانتخابات المقبلة توافقية.. ومثل هذا الشرط من السهل على الدبيبة أن يقول بعدم وجوده في ظل مقاومة بعض الجماعات تتصدرها جماعة الإخوان لإجراء هذه الانتخابات أساسا، والسعى لتأجيلها كما طالب المشرى صراحة قبل أيام قليلة مضت.. وإذا فكر الدبيبة جديا في ذلك بالفعل فهو سيراهن بالطبع على رفض تلك الجماعات للانتخابات ومعها أيضا تركيا.
غير أن الموقف الدولى من هذه الانتخابات ونتيجتها سوف يكون حاضرا بالطبع عندما يفكر الدبيبة في ذلك، خاصة وأنه جاء لزيادة الحكومة الليبية بدعم دولى خارجى.. وهذا الموقف الدولى رغم بعض الاختلافات في مواقف أطرافه يراهن على إجراء الانتخابات الليبية في موعدها، خاصة بعد أن دارت عجلتها بالفعل.