محادثات غير مبشرة.. تداعيات القمة الافتراضية بين بايدن ونظيره الصيني
وصفت مجلة ”ذي إيكونوميست“ البريطانية المحادثات التي جرت قبل يومين في قمة افتراضية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج بأنها غير مبشرة على الإطلاق، مشيرة إلى عصر أكثر جمودا يلوح في الأفق.
توترات خطيرة
وقالت المجلة في تحليل لها ”تحدث الزعيمان عن إدارة التوترات الخطيرة بين البلدين وتجنب دوامة المواجهة.. وكانت مكالمة الفيديو – التي استمرت ثلاث ساعات – بعيدة كل البعد عن القمة التقليدية بين القادة الأمريكيين والصينيين.. وسبقت مثل هذه الأحداث أشهر من الجدل بين المسؤولين حول التنازلات والوعود والصفقات شديدة الحساسية بحيث لا يستطيع القيام بها إلا كبار القادة“.
وأضافت ”يرى محللون أن هذا الاجتماع الخالي من الاستنتاجات بمثابة اختراق متواضع في العلاقات بين واشنطن وبكين.. وفي هذه اللحظة المنخفضة الثقة، يمكن القول إن بايدن وشي هما المسؤولان الوحيدان القادران على إجراء مناقشات جوهرية، لكنها في الوقت نفسه محدودة بشكل مقلق“.
واختتمت ”ذي إيكونوميست“ تحليلها بالقول ”إنه عندما يتعلق الأمر بالتعايش المستدام، فإن الجانبين متباعدان تماما، إذ يتم تقديم بايدن في الصين كرئيس أكثر براغماتية من سلفه دونالد ترامب.. ونظرًا لأن الاقتصاد الأمريكي الآن في وضع قاتم، فإن إدارة بايدن تحتاج إلى تسهيل العلاقات مع الصين من أجل تحسين وضعها السياسي في الداخل.. ولا يمكن أن تسهم مكالمة فيديو واحدة في إصلاح علاقات متوترة ومليئة بالمشاحنات“.
قمة افتراضية
في سياق متصل، رأت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية في تقرير لها ”أنه لا تزال الاختراقات في العلاقة بين بكين وواشنطن بعيدة المنال.. الزعيمان لم يحققوا أي اختراقات كبيرة تذكر في قمتهم الافتراضية“.
وقالت المجلة ”إن إحدى القضايا التي كان من المتوقع أن تظهر في القمة ولكن ذلك لم يحدث هي دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقبلة في بكين. لم تشر الولايات المتحدة بعد إلى ما إذا كانت سترسل وفدا إلى الألعاب وسط دعوات لمقاطعة الصين جراء الاعتقال الجماعي لأقلية الأويغور المسلمة في منطقة شينجيانج، إذ أكدت إدارة بايدن أنه يمثل إبادة جماعية“.
واختتمت المجلة تقريرها بالقول ”جاء الاجتماع في الوقت الذي يركز فيه الزعيمان على التحديات المحلية، إذ وقّع بايدن للتو على قانون بقيمة 1.2 تريليون دولار للبنية التحتية، لكنه لا يزال يحاول تمرير فاتورة الإنفاق الاجتماعي الوفير.. وفي الأسبوع الماضي، أصدرت جلسة مكتملة للحزب الشيوعي الصيني (قرارا بشأن التاريخ)، يرفع من مكانة شي ويمهد الطريق أمامه للترشح لولاية ثالثة في المنصب العام المقبل“.
في غضون ذلك، قالت صحيفة ”الجارديان“ البريطانية في تقرير لها ”تشير تقارير إلى أن الولايات المتحدة تعتزم مقاطعة دبلوماسية لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في الصين ولن ترسل وفدا رسميا احتجاجا على انتهاكات حقوق الإنسان، على الرغم من بعض التقارير السابقة التي تفيد بأنّ شي سيوجه دعوة لحضور الألعاب“.
وأوضحت الصحيفة ”في حال موافقة بايدن على المقاطعة الدبلوماسية، سيشارك الرياضيون الأمريكيون كالمعتاد، لكن لن يكون هناك وفد سياسي مصاحب من المسؤولين والسياسيين.. وكانت إدارة بايدن أيدت تصميم سلفها على أن عملية الاعتقال الجماعي والتعقيم القسري في الصين لسكانها المسلمين من الأويجور تشكل إبادة جماعية، كما انتقدت قمع الديمقراطية في هونج كونج والإجراءات القمعية في التبت“.