إلهاء الرأى العام !
من حق أى مواطن أن يرفض ما قاله الزميل إبراهيم عيسى حول قراءة الصيدلى القرآن الكريم داخل الصيدلية أثناء العمل، مثلما من حق الزميل ما قاله أيضا، ولكن أن يتحول الأمر إلى قضية تجتذب نقاشا هنا وهناك ويثور حولها الكثير من اللغط والشطط الذى وصل بالبعض إلى حد تكفير الزميل إبراهيم عيسى فهذا خطأ فادح وكبير.
ومن حق أى مواطن أيضا، سواء كان نائبا في البرلمان أو لم يكن، أن يرفض تفكير الفنانة إلهام شاهين في إعادة تمثيل مسرحية المومس الفاضلة لسارتر التى سبق أن قدمتها الفنانة سميحة أيوب في الستينيات، مثلما هو من حق الفنانة أن تفكر فى ذلك، ولكن أن يتحول الأمر إلى قضية تجتذب نقاشا داخل وخارج البرلمان فهذا يضر ولا يفيد.
فنحن هنا نوجه اهتمام الرأى العام إلى أمور أخرى غير الأمور التى تستحق أن يوجه اهتمامه بها.. أو بعبارة أدق نسهم في إلهائه وصرف انتباهه عن الأمور الأهم، وهى كثيرة، سواء كانت في الداخل أو الخارج المحيط بِنَا، والتى يتداخل فيها الداخل والخارج مثل تحدى التضخم العالمى الذى صنعه ارتفاع أسعار النفط مع تداعيات جائحة كورونا وطال اقتصادنا، وأدى إلى عودة الارتفاع في معدل التضخم الداخلي لدينا بعد فترة من الهبوط والسيطرة عليه.
أنا لا أعترض على أن يختلف أحد مع إبراهيم عيسى فيما قال وحتى يستهجنه، فإن حق التعبير مكفول للجميع في الدستور.. ولا أعترض أيضا على أن يتحول تفكير إلهام شاهين في إعادة تقديم مسرحية قديمة إلى طلب إحاطة فى البرلمان لآن الأدوات الرقابية من الأسئلة وطلبات الإحاطة والاستجوابات حق مكفول لكل نائب.. ولكنى أنبه فقط أننا نحن سواء في الإعلام أو في وسائل التواصل الاجتماعى حينما نضخم من هذه الأمور فإننا لا نفيد الرأى العام ونلهيه عما هو أهم وأخطر من القضايا والأمور التى تخص حياتنا وأمننا القومى.. إنها نقطة نظام فقط منى على ما يحدث بيننا وبأيدينا!