دعاة مزيفون !
لدينا نَفَر من البشر لا يكفون ليل نهار عن المطالبة بـ حرية التعبير والرأي، ولا يرون إصلاحا حقيقيا فى المجتمع بدونها، ومع ذلك عندما يخرج أحد منا برأى أو وجهة نظر أو حتى تعليق عابر لا يروق لهم أو يرفضونه لا يكتفون بالرد أو حتى الهجوم عليه فقط وإنما يطالبون السلطات بإسكاته وقطع لسانه ومنعه من الحديث!
هؤلاء لا يصلحون أن يكونوا دعاة للحرية، حرية الرأى والتعبير ومدافعين عن حق دستوري أصيل لكل المواطنين وليس للصحفيين والإعلاميين فقط.. إنهم دعاة مزيفون للحرية يرسبون في إختبار عملى، عندما يخالف البعض آراءهم ومواقفهم.. بل هم دعاة حجر الأراء وتكميم الأفواه التى تنطق بما لا يعجبهم أو يوافق هواهم ومصالحهم!..
وهم يذكروننا بما فعله الإخوان في سنوات خلت عندما قدموا أنفسهم للقوى الوطنية والسياسية المختلفة في صورة من يدافعون عن حقوق المواطنة، ومن بينها حق الرأي والتعبير، ونجحوا في خداع ناصريين ويساريين وليبراليين ساعدوهم فى الوصول إلى السلطة ومنحوهم فرصة التمكين لأخونة المجتمع لولا أن جماهير الشعب قد تنبهت مبكرا للخطر الذي يمثلونه على كيان دولتنا الوطنية وانتفضوا ضدهم في 30 يونيو.
بل إن هؤلاء لا يختلفون عن الإرهابيين عندما منحوا أنفسهم مثلهم حق تكفير من يخالفهم الرأى.. أى إنهم ليسوا مجرد دعاة مزيفين للحرية فقط وإنما هم أساسا دعاة للتطرف الذى يخلق لنا تلك الوحوش الآدمية التي تقتل وتدمر وتفجر، حتى وإن كانوا يتنكرون في ثياب مختلفة.
ومن يريد أن يكشف هؤلاء عليه أن يتابع ما يشهده المجتمع في الواقع الإفتراضي من جدل ونقاش حول آراء هنا واُخرى هناك استأثرت بمساحة من إهتمام العالم الافتراضي مؤخرا.. وقانا الله وإياكم من كل الدعاة المزيفين، سواء كانوا دعاة دينيين أو دعاة سياسيين!