رئيس التحرير
عصام كامل

الدعاء لسيدة عظيمة!

طوال عدة سنوات كانت هناك سيدة وقورة للغاية تقوم بالتعليق علي نوع محدد من المقالات والبوستات التي ننشرها علي صفحتنا علي فيس بوك وبالملاحظة كانت هذه النوعية التي تهتم بأعمال الخير والحق أو قدرات الله في خلقه وكذلك شهداء مصر في مواجهة الإرهاب.. مرت السنوات والشهور وكلما كتبنا عن إستغاثة لمريض أو لأسرة تتعرض لمشاكل مع الحياة كانت تطلب بأدب لا مثيل له العنوان أو رقم الهاتف لرغبتها في تقديم المساعدة !

 

وذات يوم كان فيس بوك يعيد ذكري لديها عرفنا علي الفور إنها ذكري رحيل وحيدها قبل سنوات وبالطبع لم تنس هي ذلك لحظة واحدة إنما كان ذلك أول معرفتنا بمعاناتها التي تضاعفت عندما قرأنا رجاء منها بالدعاء لها حيث إشتد عليها مرضها الخطير وتلجأ فقط لله سبحانه وتعالي ولمحبيها.. وكان الجميع يدعو لها..

 

 

زاد إقبالها لفعل الخير حتي وجدتها ذات يوم تحدثني من إحدي المستشفيات بمحافظتها الاسكندرية.. تبلغنا إنها ذهبت لفلان المريض الذي كتبنا عنه.. وقد أدت الواجب كاملا وزيادة.. بما يخفف ماديا ومعنويا عن الطفل صاحب الإستغاثة وأسرته.. كانت سعيدة جدا لما قدمته وقد أسعد الكثيرين هناك.. وأسعدنا!

 

مرض خطير

 

ومع إحدي أعمال الخير قالت إنها تدعو الله أن يمنحها القوة لتقاوم المرض وتتواصل معه وطلبت الدعاء مؤكدة إن كلام الأطباء غير مطمئن ولكنها مطمئنة لمصيرها مهما وأي وقت كان.. 

ويوم بعد يوم وإسبوع بعد آخر وشهر وراء شهر ولا إتصالات ولا رسائل.. نقترب من العام ولا حس ولا خبر.. وفي ظروف يغلب فيها نفاذ قضاء الله.. فالمرض الذي هاجمها كان خطيرا.. والأشعة والتحاليل سلبية ومزعجة.. وعام من الغياب وصفحة علي فيس بوك خالية من أي اشارة كلها علامات مؤسفة..

 

هذه السيدة إستجابت بمفردها وفي سرية ودون ضجيج لكثير مما كتبناه هنا علي "فيتو" ويحق لها وعنها مقال في ذات المساحة التي كانت تتطلع للخير ورضا ربها من خلالها.. وقد وجدت المتعة  الوحيدة في هذه الحياة في عمل الخير وإسعاد الآخرين.. ليس بالضرورة أن تكون فنانة شهيرة أو لاعب كرة لنكتب وننشر!

غفر لها ربنا ورحمها وأسكنها فسيح جناته ودعواتكم لها.. فهي تستحق!

الجريدة الرسمية